علي خلفية الانتخابات التي أجراها مكتب إرشاد جماعة الإخوان المحظورة، والتي كانت من نتائجها الإطاحة ببعض العناصر البارزة بالجماعة مثل: عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد السابق ومحمد حبيب النائب الأول لمرشد الجماعة، فرضت مجموعة القطبيين سيطرتها علي الجماعة بشكل مطلق، حتي أنه لم يعد هناك أي حديث عن تواجد عناصر إصلاحية داخل الصف، وهو ما كانت تعتمد عليه الجماعة إعلامياً في السابق! سيطرة القطبيين، وما صاحبها من زخم إعلامي حول انتخابات الجماعة غير الشرعية أثار بدوره عدداً من التساؤلات حول كيفية تعامل بعض القوي السياسية مع الجماعة خاصة أن هناك أحزاباً كانت تعتمد التعاون مع الجماعة في العديد من المواقف؟!.. وكيف يمكن السماح لجماعة مثل الإخوان المحظورة قانوناً من حيث الأصل بأن تستغل المناخ الديمقراطي الداخلي وتعلن عن انتخاباتها بهذه الصورة، فضلاً عن تناول بعض وسائل الإعلام لأخبار هذه الجماعة بشكل مكثف يضفي عليها قدراً، من الأهمية والشرعية غير الحقيقية! حلمي سالم رئيس حزب الأحرار أوضح أن هناك قراراً اتخذه الحزب منذ 1988 بإنهاء أي تعاون أو تنسيق بين الحزب وهذه الجماعة المحظورة في أوقات سابقة، وأن الوضع الحالي يستلزم الارتباط بهذه القطيعة بشكل أكبر عما سبق نظراً لوجود مجموعة أكثر تطرفاً وتشدداً في أفكارها! أما عصام كامل رئيس تحرير جريدة الأحرار فقال إن وجود مجموعة القطبيين نتاج حقيقي لانغلاق هذه الجماعة طوال الفترة الماضية التي كانت تحاسب أعضاءها علي طريقة المحاكمة العسكرية، بدليل ما حدث مع المحامي ثروت الخرباوي الذي كشف عن هذه الأمور في كتابه قلب الإخوان، حتي أن أحد أعضاء الجماعة كان يستأذن قبل خروجه لصلاة الجمعة أو التحرك من بيته. وأضاف أنه مؤخراً ظهر تيار أكثر تعاطفاً مع الإعلام في محاولة لاسباغ شرعية علي التيار الفكري للجماعة وكأنه أمر واقع له شعبية إلا أنه تم التخلص من هؤلاء أيضاً حتي تبقي أمور الجماعة في سرية تامة وهذا أمر بالغ الخطورة والنفاذ لدي قطاعات من الشباب داخل الجماعات والمدارس. وعن تداول أخبار هذه الجماعة بشكل إعلامي مكثف لدي بعض وسائل الإعلام قال كامل إن مثل هذه الوسائل الإعلامية تروج لأفكار مشبوهة وهما صحفيتان خاصتان مأجورتان علي طريقة ما جري مع جريدة آفاق عربية خلال حقبة الثمانينيات. وأشار إلي أن المحظورة نجحت في الترويج لأفكارها بشكل جعلها مطروحة علي الساحة، لافتاً إلي أن محاولة اخفاء المعلومات دليل قوي علي عدم صحة تيار الإخوان لأنه يشير إلي معطيات خطيرة في المستقبل في ظل ديكتاتورية الكوادر الإخوانية الحالية. وقال د. حسام عبد الرحمن رئيس حزب الجمهوري الحر إن ما جري مؤخراً داخل جماعة الإخوان يعني أنهم اكتشفوا أن القيادات التي كانت تدير الأمور لم يستغلوا وجودهم علي وجه صحيح داخل البرلمان فبدلاً من استقطاب المواطنين خلال الانتخابات أصبح لهم رغبة في التغيير، كما أننا لا يمكن أن نقبل بوجود حزب له جذور دينية قوية علي طريقة ما يجري بإيران أو لبنان.. فلابد من عدم خلط الدين بالسياسة لأن الأحزاب الدينية تجعل منظومة العمل داخل الدولة غير مستقرة أو سليمة. ولفت عبد الرحمن إلي تواجد الإخوان علي الصفحات اليومية يأتي من خلال كون هذه الصحف تخضع للإغراءات المالية من قبل المحظورة. وفي السياق ذاته أوضح أحمد الجبيلي رئيس حزب الشعب أن ما يقلق خلال الفترة القادمة هو اعتناق هذه المجموعة الحالية للإخوان لأفكار سيد قطب، وهو ما يعد مؤشراً خطيراً وتحولاً في مسيرة الجماعة، التي تسعي للوصول إلي سدة الحكم بأي وسيلة رغم عدم مشروعية وجودها قانوناً، وعلاقاتها بالخارج والإدارة الأمريكية. وأضاف أن تجربة الديمقراطية والمشورة التي يرددها الإخوان ما هي إلا ديكتاتورية حقيقية أقصت من خلالها مجموعة الإصلاحيين، لذا ينبغي علي الإعلام الحر أن يتصدي إلي مثل هؤلاء خاصة مع اقتراب انتخابات الشوري في أبريل القادم فلابد من تحجيم هذه الأفكار خاصة بعد أن كشفت انتخاباتهم عن الوجه الآخر . من جهته قال أحمد عبد الهادي رئيس حزب مصر إن التكثيف الإعلامي لأخبار المحظورة جعلها أقرب في نظر المواطن للتيارت الشرعية، إلا أن تاريخ هذه المجموعات دائماً ما يشير إلي المؤامرات والدسائس والخدع والاستفادة من كل شيء، بأكبر قدر، لذا فإن ما جري داخل مكتب الإرشاد قد يكون عبارة عن دعاية مجانية لهم كانوا يرغبون فيها مع اقتراب المعركة الانتخابية. وأضاف عبد الهادي أنه لابد من التوقع بأنهم قد يكونون أقرب إلي تصدير هذه الأزمة للإعلام لإحداث الصخب حولها عن طريق أحداث وهمية، مطالباً بضرورة السيطرة علي أوضاع مثل هذه القوي غير الشرعية التي لا تسعي إلا لتحقيق مصلحتها علي حساب أي شيء، مدللاً علي ذلك بالعروض التي تلقاها حزبه للدفع بعدد من المرشحين خلال الانتخابات القادمة تحت شعار وما توفيقي إلا بالله أو الإصلاح أمل الأمة فنحن لن نستورد مرشحين لذا يجب توقع افتعال الأزمة.