ابتكاره بعيد تماماً عن تخصصه الدراسي وحتي مجال عمله الحالي ولكن عشقه الشديد لعلم الكيمياء وإطلاعه المستمر علي الجديد فيها جعله ينجح في تحويل مخلفات التصوير والأشعة إلي "فضة" خام عالية النقاء وبتكلفة بسيطة وذلك بعدما علم بالمبالغ الباهظة التي تتكبدها الدولة في استيراد هذا المعدن من الخارج بحكم أنه يدخل في العديد من الصناعات الأساسية في السوق المصري، إنه المبتكر الشاب علي أحمد علي محمد 30 عاماً المحاسب بإدارة التعاون الدولي بوزارة الكهرباء والطاقة والذي شغل نفسه دوماً بالبحث عن الجديد في علم الكيمياء وخصص وقتا غير قليل للإطلاع فيه قدر الإمكان.. رحلته مع الابتكار بدأت عندما فكر في تطويع هذا العلم لخدمة البشرية في حل بعض المشاكل أو استحداث الجديد في شتي المجالات وبالفعل بدأ ينتبه إلي معدن "الفضة" والذي يعتبر من الخامات النادرة التي تم تعدينها في مناطق قليلة جداً علي مستوي العالم مثل أمريكا والمكسيك وشرق آسيا ولكنه للأسف الشديد لا يتواجد في السوق المصرية إلا عن طريق استيراده بأسعار باهظة تصل إلي 436 يورو في المتوسط للكيلو الواحد فقط أي ما يعادل 3638 جنيها مصريا أو عن طريق إعادة تصنيع الكسر منه وهو الأمر الذي لا يعني باحتياجات السوق ويدخل هذا المعدن في صناعات كثيرة مثل الحلي، الرقائق الفوتوغرافية، الأجهزة المنزلية والإلكترونية، طلاء المعادن، تنقية المياه، صناعة الأدوية، مستلزمات الأدوات الطبية، التبريد والتكييف، الكابلات الكهربائية، الساعات وغيرها.. ولقد ساعده عشقه للكيمياء في معرفة أن هذا المعدن المهم يتوافر بكميات كبيرة في مخلفات التصوير ومحاليل الأشعة فكثف جهوده ودراسته في محاولة منه للاستفادة قدر الإمكان من هذه المخلفات. وبالفعل تمكن من إعادة تدوير هذه المخلفات للحصول علي خام الفضة عالي النقاء "عيار 999.9" وبتكاليف أقل بكثير من الاستيراد تصل إلي 1312.6 جنيه مصري للكيلو الواحد، يوضح المهندس أحمد أن فكرته تتميز بخدمتها لقطاعات صناعية لا حصر لها فضلاً عن أنها صديقة للبيئة في أنها تخلصها من ترسبات سامة ناتجة عن سوء تصريف هذه المخلفات كما يمكن إعادة استخدام المحاليل بعد انتهاء عملية الاستخلاص في معامل الأشعة والتصوير مرة أخري وذلك من خلال معدات بسيطة فتكون الفكرة بديلاً لخامات مستوردة وبأسعار تنافسية جداً يتحقق معها عائد عالي الربحية يتبعه معدل دوران سريع لرأس المال العامل والمستثمر. يشير أيضاً إلي أن ماكينة استخلاص الفضة هذه فكرة مطبقة في بعض دول العالم ولكن بأسعار باهظة رغم بساطتها وتبدأ أسعارها من 5000 دولار وحتي 45 ألف دولار ولكنه استطاع أن يوفر هذه الماكينة بتصميمها محلياً وبأسعار منافسة للمستوردة منها بتكلفة 1000 دولار قابلة للنقص والزيادة حسب سعة الماكينة وقدرتها التشغيلية ولقد شارك أحمد بهذا الابتكار في مسابقة "مشروعك حقيقة" التابع لوزارة التجارة والصناعة عام 2008م وتم اختياره كأفضل مشروع ضمن العشرة الأوائل علي مستوي الجمهورية.