من الوهلة الأولي وعندما يتردد إلي مسامعك اسم المجلة الشهير " بلاي بوي " إلا يأتي إلي ذهنك جميع المفردات غير المقبولة مثل العري والإباحية وصور المجلة الشهيرة التي انطلقت في الخمسينيات لتثير موجة عارمة من الجدل خاصة أنها بدأت ببداية صاعقة كشفت عن رجل موهوب في هذا المجال وهو الملك - كما يلقب - هيو هيفنر الذي استطاع إقناع نجمة الإغراء الأولي في هذا الحين " مارلين مونرو " إلي الظهور علي غلاف مجلته ليكون ظهورها الأول بمثابة القنبلة التي تفجرت من ولاية شيكاغو إلي العالم أجمع معلنة عن إمبراطورية البلاي بوي الخاصة بهيو هيفنر التي ظلت علي مكانتها ولم تهوها حتي رياح الأزمة المالية الأخيرة التي عصفت بجميع المؤسسات الكبري في العالم. مصطلحات الإباحية وغيرها هي كلمات ليست لها مكان في قاموس هيفنر ومؤسسته التي أنشأها في العام 1953 بولاية شيكاغو كمقر لمجلته الشهيرة والتي يصنفها بأنها مجلة ترفيهية للرجال لا تحمل أي نوع من أنواع التجاوز الجنسي وهو نوع جديد من العرض الترفيهي لموضوعات وتحقيقات عن نجمات عاريات تماما في إطار معين دون إسفاف إمبراطورية هيفنر ما لبثت إلا أن بدأت في التضخم بسرعة كبيرة وبنجاح غير مسبوق لتضم الآلاف من الصحفيين والمصورين وكبار الكتاب التي عمدت في نشر أشهر قصصهم علي صفحاتها مثل الكاتب الشهير آرثر كلارك وأيان فليمينج وفلاديمير نابوكوف وغيرهم بالإضافة لمقابلات شهرية ومنتظمة مع كبار الشخصيات من نجوم المجتمع والفن والاقتصاد والمعمار وشتي المجالات الأخري وأصبحت تهتم بالقضايا الاجتماعية والسياسية لتشكل بذلك البلاي بوي اتجاها جديدا صعب علي الكثير فهمه أو تصنيفه واكتفي معارضوه بوصف هيو بالشيطان. حتي شعار البلاي بوي صمم ليجذب الانتباه ويثير الجدل وكأنه اختير بعناية شديدة وبحرفية يحسد عليها هيفنر ومن معه فشعار الأرنب الذي يرتدي رباط العنق هو شعار جنسي ساخر يثير اهتمامك وضحكاتك في نفس الوقت خاصة عندما ترتديه إحدي " موديلز " البلاي بوي. الفصل الأكثر إثارة في تاريخ البلاي بوي هو تولي ابنه هيفنر رئاسة المؤسسة الكبري وهي ابنته الوحيدة كريستيي هفنر صاحبة الباع الطويل في المجالات الخيرية داخل وخارج الولاياتالمتحدة وهي واحدة ممن قدمن الدعم للرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما خلال الانتخابات والتي بدأت فعليا في مساعدة أبيها في مشروعه العملاق وإدارته في العام 1975 حتي أصبحت رئيسة فعلية في العام 1988 والتي تولت فيها المسئولية كاملة عن إدارة المجموعة وليكتفي أبوها بالظهور في وسائل الإعلام بقبعته الشهيرة في المناسبات العامة وفي البرامج والحوارات الخاصة التي تتسابق جميع وسائل الإعلام في العالم للحصول علي تصريحاته وكيف يعيش في منزله الضخم الذي يضم جميع ما يتخيله عقل من وسائل ترف ورفاهية وهو ما كشف عنه أمام مشاهديه من خلال برنامج خاص بقناة "الإم تي في" الترفيهية. المجلة الشهيرة بدأت في الإنتشار بالقارة الأوروبية ودول غرب آسيا بطبعات خاصة بها وقد تسببت في جدل كبير عند ظهورها للمرة الأولي في عام 2006 بإندونيسيا وتظاهر ضدها الآلاف من المسلمين لمنعها في البلاد خاصة أنها أنطلقت في يوم جمعة مما أثار حفيظة الكثيرين، كتاب " هيو هيفنر "السيد بلاي بوي والحلم الأمريكي" للكاتب ستيفن واتز يعرض قصة صعود نجم وامبراطورية هذا الرجل بكل ما تحمله من نجاحات وتناقدات وجدل أثير حوله وحول مؤسسته لايزال مستمرا حتي الآن رغم تجاوزه للعام الثمانين من عمره ألا أنه مازال الأب الروحي لتلك المؤسسة الكبري المثيرة للجدل ولم تنحسر عنه الأضواء للحظة منذ صعود نجمه في الخمسينات وحتي الآن.