غير صحيح أن المعركة الانتخابية لمنصب نقيب الصحفيين كانت معركة نظيفة.. بل أنها كانت من حيث النظافة أسوأ معركة انتخابية شهدتها نقابة الصحفيين منذ إنشاء هذه النقابة. في هذه المعركة استخدمت كل الأسلحة غير المشروعة.. الأكاذيب، الشائعات، والطعن في الشرف، والطعن في الوطنية، والتهديدات. كانت البداية عندما أعلن مكرم محمد أحمد أنه قرر خوض الانتخابات لفترة ثانية، علي الفور كان الاتهام جاهزاً أنه مرشح الحكومة، وأن الحكومة هي التي اختارته، رغم أن دوائر حكومية عديدة لم تكن متحمسة أو مرحبة أصلا لمشاركته الانتخابات، وقد ظهر هذا الحماس في احراجه عدة مرات، سواء فيما يتعلق بتعمد تأخير صرف بدل التكنولوجيا المقرر للصحفيين.. أو بتأخير الاستجابة له في طلب حل مشكلة صحفيي جريدة الشعب، وكذلك الحصول علي تسهيلات تخفض سعر المتر في مدينة الصحفيين في مدينة 6 أكتوبر. تجاهل من وجهوا هذه الاتهامات بكثافة لمكرم محمد أحمد تاريخه الصحفي والنقابي العريق الذي يشهد أنه كان منحازا دائما لمصالح وحقوق الصحفيين لدرجة أغضبت منه دوائر حكومية مختلفة. ولكن عندما رأوا أن هذا الاتهام ليس كافيا للنيل منه، انطلقوا يرشقونه بالشائعات والأكاذيب. أثاروا الشكوك في مدينة الصحفيين.. وقالوا إنها مجرد وهم، رغم أنهم خبروا جديته في الحصول علي أرض لبناء مدينة الصحفيين في التجمع الخامس، كذلك في تأسيس والبدء في بناء مقر النقابة الشامخ الآن.. وياليت الأمر اقتصر علي ذلك فقط بل أنهم هددوا بابلاغ النائب العام ضده لأنه خدع شباب الصحفيين الذين سارعوا بالحجز في المدينة السكنية الجديدة، مدعين أنه سرق وبدد أموالهم! ثم أثاروا الأكاذيب حول موقفه تجاه صحفي جريدة الشعب، رغم أنه النقيب الوحيد للصحفيين منذ عام 2000 العام الذي اغلقت فيه الجريدة، الذي لم يكتف بالاقتناع بعدالة مطالبهم وإنما سعي لتحقيق هذه المطالب، رغم العنت الذي واجهه من بعض المسئولين.. ومع ذلك فقد اتهموه بأنه ابلغ النائب العام ضد الصحفيين المعتصمين والممتنعين عن الطعام في ساحة النقابة، في وقت هدد فيه شخصيا كتابة ولدي الخطاب بالانضمام لهم ونقل الاعتصام إلي ساحة وزارة المالية حتي يتم إعادة فتح ملفاتهم التأمينية. كذلك اتهموا مكرم محمد أحمد بانه سرق برنامج منافسه خاصة فيما يتعلق بهيكل جديد لأجور الصحفيين ضياء رشوان وتبناه كأنه برنامجه. واشهد أنني كنت حاضرا لقاء منذ أكثر من عامين ونصف العام لرئيس الوزراء د.نظيف مع مكرم محمد أحمد، وقبل أن يعلن عزمه المشاركة في انتخابات الدورة السابقة. وفي هذا اللقاء طرح مكرم محمد أحمد علي د.نظيف مشروعا لزيادة أجور ومرتبات الصحفيين يعتمد علي اقتطاع نسبة من ضريبة دمغة الإعلانات. وقال مكرم إن رفع أجور مرتبات الصحفيين ضرورة لانقاذ الصحافة من كثير من المتاعب والمشاكل. أما أخطر واحقر الأكاذيب التي قذفوا مكرم بها فكانت أكذوبة اتصال السفير الإسرائيلي به مساندا، ودعمه للنقيب بتقديم مجموعة من أجهزة الكمبيوتر المحمول له، لتوزيعها علي الصحفيين من أجل كسب أصواتهم.. وظل الموقع الالكتروني لجماعة الإخوان المسلمين مصراً علي نشر هذه الأكذوبة طوال اليوم الذي سبق الانتخابات ويوم الانتخابات ذاته، رغم تكذيب مكرم له وارساله التكذيب لهم. علي الجانب الآخر فقد انتقد ضياء رشوان ومناصروه اتهامه من قبل صحف قومية بأنه مرشح الإخوان، وأنه وثيق الصلة بجماعة الإخوان المسلمين.. لكن ضياء اكتفي بهذا النقد ولم يفسر دعوة المرشد العام للإخوان لكي ينتخبوه، أو لم يعلن رفض هذه الدعوة، لأنه أراد أن يستفيد بهذا الدعم انتخابيا وإلي الغد نستكمل إذا كان في العمر بقية.