قال علماء في مجال طب الأعصاب إن ما يظهره بعض الأفراد من عدم القدرة علي قيادة المركبات بشكل جيد، قد يرتبط بعوامل جينية يمتلكونها .ويعزو فريق العلماء والإ أخصائيين من جامعة "كاليفورنيا- ارفين" الأمريكية انخفاض مستوي مهارات قيادة المركبات عند البعض، إلي أنه مرتبطٌ بتغير جيني يمتلكه الفرد، له علاقة بزيادة ارتكاب الأخطاء ونسيان ما تم تعلمه من أمور تتعلق بالقيادة، وذلك بعد مرور فترة زمنية طويلة. وكانت دراسات سابقة أشارت إلي صغر المساحات الدماغية التي يتم تحفيزها عند القيام بمهمة معينة، بالنسبة لمن يمتلكون هذا التغير الجيني، وذلك مقارنة مع الأشخاص الآخرين، بالإضافة إلي ذلك تبين أن هذا التغير يظهر ارتباطاً بعدم قدرة الفرد علي التعافي عقب الإصابة بالسكتة، الأمر الذي دفع العلماء إلي البحث فيما إذا كان هذا التغير الجيني له علاقة بممارسة الفرد نشاط قيادة المركبات.وأجري فريق العلماء من الجامعة دراسة شملت مجموعة من المتطوعين، الغالبية منهم تمتلك التغير الجيني المشار اليه، حيث طُلب إليهم القيادة علي جهاز محاكاة لقيادة المركبات لخمس دورات، الأمر الذي تطلب معرفة الفروق الدقيقة في مسار تمت برمجته ليحوي منعطفات ونقاط التفاف صعبة، وقد تم رصد مدي التزام المشارك بالمسار المحدد خلال تلك الفترة. كما قام العلماء بإعادة الاختبار بعد مرور أربعة أيام، وتشير نتائج الدراسة التي نشرتها دورية "قشرة المخ" الصادرة لشهر نوفمبر من العام 2009 إلي أن الأشخاص الذين امتلكوا هذا التغير الجيني كان أداؤهم في اختبارات القيادة أسوأ مقارنة مع الآخرين، وذلك في كلتا المرتين، كما أن تذكرهم لتفاصيل المسار كان الأضعف بين المشاركين .من جانب آخر، أبرزت الدراسة أن تأثيرات امتلاك هذا التغير الجيني ليست دائماً سيئة، إذ أشار الباحثون إلي أن حدة التفكير عند هؤلاء الأشخاص تتأثر بدرجة أقل لدي إصابتهم بأمراض الضمور العصبي كالشلل الرعاش والتصلب اللويحي المتعدد، وذلك مقارنة مع المرضي الآخرين.