بموهبتها كسرت الحواجز والقيود التي يفرضها المجتمع علي عمل المرأة ومن خلال مهارتها استطاعت الحصول علي لقب أول سيدة مايسترو في الصعيد المصري واثبتت أن النساء لديهن القدرات التي تؤهلن للنجاح في مختلف المجالات حتي وإن كانت قيادة فرقة موسيقية وهي المهنة التي ظلت حكرًا علي الرجال فقط. إنها إيمان جنيدي ابنة الصعيد وبالتحديد محافظة بني سويف والتي تخرجت من كلية التربية الموسيقية وعاشت حياتها في حب الموسيقي منذ أكثر من 25 عامًا، فبعد تخرجها سافرت إلي عدة بلدان عربية بناء علي ترشيح وزارة التربية والتعليم لها وخلال تلك الفترة شاركت في بعض الأنشطة الفنية مما أكسبها مزيدًا من الخبرة. خلال فترة وجيزة تم ترقيتها لتصبح موجه تربية موسيقية اختيرت لتدريب طلاب الفريق الفني بجامعة بني سويف، وفي عام 2005 فوجئت بترشيحها لتولي قيادة الفرقة القومية للموسيقي العربية ببني سويف وهو ما أسعدها كثيرًا رغم تخوفها من تلك المسئولية الكبري لاسيما أنها تمثل المرأة المصرية في هذا المجال الذي لم تخضه من قبل أي سيدة إلا أنها قبلت التحدي وتمكنت من ابهار الجميع بتحملها هذا المنصب وقيادة ما يقرب من 40 عضوًا بالفرقة، وقد بذلت قصاري جهدها حتي تحافظ علي التاريخ العريق للفرقة بل والارتقاء بمستواها واستحقت بكل جدارة أن تنال اعجاب الجمهور. اكدت إيمان أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في هذا المجال لأنه يعتمد علي عدد من الصفات الشخصية والمهارات الفنية مثل الذكاء وحسن التصرف فضلاً عن القدرة علي القيادة والالمام بجميع الجوانب الفنية حتي تقدم فنًا راقيا يحترم عقل المشاهد. تعترف المايسترو إيمان بأنها صادفت في بداية مشوارها بعض المشاكل البسيطة حيث شكك بعض المحيطين بها في قدراتها ولكنها ضربت بتلك الأقاويل عرض الحائط وأثبتت للجميع نجاحها من خلال جديتها والتزامها وبالطبع ابداعها. لا تنسي المايسترو الصعيدية تشجيع زوجها وابنائها لها علي الاستمرار ومواصلة المشوار بل ومواجهة الصعوبات فهم مصدر الدعم لها ولذلك تستعين دائما بآرائهم في جميع خطواتها الفنية وتغمرها السعادة عندما تشاهد نظرات الإعجاب في أعينهم. وقد قدمت مع فرقتها مجموعة من الحفلات بعدد من المحافظات ولكنها مازالت تأمل في تحقيق انتشار أوسع للفرقة حتي يتمكن أكبر عدد من جمهور الموسيقي العربية التعرف عليها ومشاهدة قيادتها الفنية للفرقة، كما تتمني تقديم حفلات خارج مصر. وعندما تبحث عن السر وراء تميزها تجد اتقانها لعملها السبب الرئيسي وكان الدافع لحصولها علي عدة شهادات تقدير بالاضافة إلي 7 جوائز بالمهرجان الأول للموسيقي العربية بالفيوم وتكريمها بنفس المهرجان.