بقاعة خان المغربي افتتح الثلاثاء الماضي معرض ثنائي بعنوان "سوناتا اللون والحجر" يضم مجالين من مجالات الفنون النحت والتصوير، ففي مجال النحت ضم المعرض مجموعة من الأعمال "الاستيعادية" للفنان الراحل محمود موسي (1913-2003) الذي بدأ حياته الفنية في إحدي المدارس المسائية لجمعية هواة الفنون، التي كان يرأسها الفنان محمود سعيد، ويقوم بالتدريس فيها بعض الفنانين الأجانب، وخلال تلك الفترة زار محمود مختار الجمعية عدة مرات، ولفتت أعمال محمود موسي نظره، فوجه أنظار أساتذته لموهبته وأوصاهم برعايته بشكل خاص، وبدء إسهامه في الحركة الفنية 1928 بمعرض افتتحه الأمير عمر طوسون، فعرضت أعماله بجوار أعمال محمد ناجي ومحمود مختار وغيرهما من فناني الإسكندرية الأجانب. ثم تفرغ محمود موسي للإنتاج الفني منذ عام1940، وعمل أستاذا للنحت علي الحجر بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، منذ افتتاحها 1957 وحتي عام 1963، تتميز أعمال موسي ببناء هندسي متين، خاصة تلك التي تحوي أكثر من شخصية، وكان الجسد الإنساني هو البطل في مجموع أعماله، التي غلب عليها الطابع المصري الصميم، فعبر في معظمها عن موضوعات مثل العائلة والفلاح والمرأة مستخدما الحجر والجرانيت، كما تناول في أعماله موضوعات مثل الطائر في حركاته المختلفة، وغلب علي أعماله التبسيط في تناول الوجوه الآدمية، واختزالها في شكل هندسي مجرد. كما تستضيف نفس القاعة في مجال التصوير، معرضا للفنانة هند عدنان، تقدم فيه أعمالا فنية بطلها الجسد الإنساني، ممثلا في المرأة التي تناولتها في أوضاع مجردة وقوفا أو جلوسا، وأحيانا أخري في أوضاع غير تقليدية، من حيث زاوية المنظور، وإن غلب علي معظمها المنظور العلوي "عين الطائر"، بالإضافة إلي الجراءة في اختيار "القطع" للأجزاء والأطراف، الذي إما يضيف للعمل الفني أو يضره، وهو أمر متعارف عليه فنيا، واعتمدت الفنانة في أعمالها علي تمكنها من التقنية والخامة لاعبة علي توزيع الكتل وعمل طبقات من الملامس للأقمشة مما عمل علي إثراء العمل الفني، وغلب علي أعمالها التسطيح والتجسيم في آن واحد، وغلبت نظرة الترقب والانتظار وجوه معظم أعمالها.