تحدت بقدرتها علي التحمل والمثابرة المرض الذي افترس جسدها وتفاقمت أضراره الجسدية والنفسية، إلا أنها قاومت هذا الانكسار ورفضت الاستسلام واستطاعت بإيمانها الشديد بقضاء الله سبحانه وتعالي أن تقضي عليه وتجبره علي الانسحاب من جسدها الضعيف. إنها مها قاسم 43 عاما سيدة بسيطة رفضت الإنهزام أمام سرطان الثدي واستطاعت بإرادتها القوية أن تتغلب عليه بدأت أصابتها بعد إنجابها طفلها الثالث منعم ولم تدرك أعراض المرض علي الرغم من معرفتها الشديدة بفسيولوجية الجسم وتغيراته باعتبارها كيميائية بأحد معامل التحاليل ولكن شاءت الأقدار وتدهورت حالتها ولم تتبع حدسها وشكها في الأمر بظهور بعض الانتفاخات في ثدييها اعتبرته عاديا يحدث وقت الرضاعة ولم تتنبه لخطورته. بعد إجراء الفحوصات في معهد الأورام وتأكد إصابتها بالمرض نزل الخبر عليها كالصاعقة لكنها تماسكت لتبدأ رحلة العلاج بتحجيم انتشار المرض الذي وصل للمرحلة الثانية من انقسامات الخلايا من خلال4 جلسات كيميائية ثم مرحلة العلاج الكيماوي والذي كان من أفضل الأنواع الحديثة الذي يوقف تساقط الشعر والذي يحجم عنه كثير من السيدات واستمر العلاج 3 شهور ثم العلاج بالإشعاع لمدة شهر ثم العلاج الهرموني وأخيرا استئصال كلي لإحدي الثديين المصابة وأجريت عملية أخري لإعادة بناء الثدي مرة أخري وتم ذلك في يوم واحد مما حد من قلقها وتوترها. تقول مها: قضيت رحلة علاج طويلة لم أنجح فيها إلا بعد مساندة أبي وأختي وتدعيم الطبيب المختص بالعلاج د. عمر زكريا أستاذ الجراحة وصديقتي جونا مما كان له أثر بالغ في شفائي من المرض حيث تعتبر المساندة النفسية للمريض أهم غالبا من العلاج نفسه حيث ساعدني ذلك في التغلب علي الانهيار العصبي الذي أصابني لفترة من الوقت. لم تنته فصول المأساة بذلك فلقد هاجم المرض مها من جديد، إذ فوجئت ولكن بانتقال المرض إلي ثديها الآخر وساعدتها خبرتها في الاكتشاف المبكر للمرض في التحكم فيه أثناء تطوعها في المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي وتعلمها كيفية الفحص الذاتي ومساعدة الأخريات في تعلم الطرق الوقائية من المرض وتواجدها باستمرار في جميع حملات التوعية بالمرض وخطورته ولحسن حظها لم تتدهور حالتها، حيث اكتفت مرحلة العلاج بإجراء عملية بسيطة بدون استئصال، وكان للمؤسسة المصرية لسرطان الثدي الفضل في توفير وسائل العلاج لجميع المريضات من شعر مستعار وبديل الثدي من السليكون والقطن وأشعة المونولوجرام وكل ذلك باجر رمزي لا يذكر. توجه مها نصيحة لجميع السيدات وخاصة في فترة الرضاعة أن تتنبه جيدا لجميع التغيرات التي تظهر لها في جسدها ولا تتغاضي علي أي تغير أيا كان وأنه يمكن ببساطة التغلب علي هذا المرض من بدايته عن طريق الاكتشاف المبكر له من خلال الفحص الذاتي كما يمكن التغلب عليه بالغذاء السليم وممارسة الرياضة بشكل مستمر مما يقوي جهاز المناعة والذي يعتبر الجدار المنيع لهذا المرض حتي يمكن تلافي كثير من المتاعب.