في 29 أكتوبر 2009 احتفل العالم بمناسبة مرور 40 سنة علي إطلاق شبكة الإنترنت.. كأعظم اختراع غير تاريخ الإنسانية علي الإطلاق، ولا يزال يغيرها ولقد سمعت من د. إسماعيل سراج الدين (مدير مكتبة الإسكندرية) وقرأت له مقالاً مهمًا بعنوان (الإنترنت.. تاريخ مجهول) يقول فيه: إن هناك ثلاثة أشخاص غيروا تاريخ الإنسانية ولا يعرفهم الجمهور العريض، بل لا يعرفهم سوي العلماء المتخصصين. فإذا كان الجميع يدرك من هو بيل جيتس.. مؤسس شركة مايكروسوفت، فإنهم لا يعرفون العمالقة الثلاثة الذين يعتبرون أكبر البناة في التاريخ ومن أعظم من أفادوا الإنسانية منذ أن اكتشف الإنسان النار، وهو ما جعل مكتبة الإسكندرية توجه لهم الدعوة بالحضور خلال عام 2009. الأول هو فينت سيرف وبعض زملائه الذين أبدعوا في توصيل آلة كمبيوتر بأخري؛ فتخاطب الأولي الثانية دون تدخل إنساني إلا في إدخال الرسالة من ناحية الآلة الأولي، وفي القراءة من الناحية الأخري من الآلة الثانية. أما الثاني فهو بوب كيهين (صديق فينت سيرف) حيث استطاعا معاً كتابة البرنامج الأساسي لشبكة الإنترنت، وهو TCP/IP في عام 1973. أما الثالث، فهو تيم برنرز لي الذي بفضل اختراعه وصلت شبكة الإنترنت إلي جميع الإنسانية من خلال اختراعه للشبكة العنكبوتية العالمية World Wide Web والتي نعرفها جميعا بالحروف WWW التي تتصدر كل المواقع علي الإنترنت، واخترع معها لغة ال HTML وهي لغة التعامل مع الشبكات. لقد أصبحت شبكة الإنترنت هي من أكثر أدوات الاتصال تفاعلاً وتطوراً للدرجة التي جعلتها مصدراً أساسياً ورئيسياً للمعلومات ليس فقط للجمهور العادي، ولكن أيضاً للصحفيين وللباحثين وللكتاب.. لما تتسم به من سرعة في الحصول علي المعلومة بتنوع وشمولية ليس لهما مثيل. كما أن التطوير الذي يحدث فيها هو تطور مستمر علي غرار ظهور المدونات. والتي تعتبر واحدة من أهم وسائل الإعلام الجديد التي تساعد علي المزيد من التواصل بين الأفكار والخبرات والتجارب من أجل ترسيخ ممارسة حق حرية التعبير وتفعيل تبادل الآراء بين جميع مكونات المجتمع المدني. وطبقاً للإحصاءات الرسمية، فقد تضاعف عدد المدونين في مصر إلي ثمانية عشر مليون مشارك وعدد مستخدمي الانترنت إلي اثني عشر مليون مستخدم. ولذلك أصبح زيادة عدد المدونين ظاهرة لابد من التعامل معها وتشجيعها علي اعتبار أنها تمثل خطوة نحو ما يعرف بالديمقراطية الالكترونية.. حسبما أشار بيل جيتس حينما قال: إن انتشار الانترنت وشبكات الاتصال الحديثة علي أجهزة الحاسوب تدعم الفرصة أمام المواطن العادي للمشاركة الفعالة في عملية الديمقراطية. أعتقد أن الإنترنت سيكون أحد العوامل الرئيسية خلال الفترة القادمة في إعادة صياغة تاريخ العالم بعد أن تحول لوسيلة (إعلام) جماعية بدون رقابة أو حذف، وبدون تكلفة أو مجهود.