ترجمة : مي فهيم وبريهان فتحي ووكالات الأنباء تباينت ردود الأفعال بين السياسيين في ألمانيا بين من يعتبر تصويت الأغلبية ضد بناء المآذن نتيجة طبيعية لتنامي الخوف في الأوساط الأوروبية من «أسلمة المجتمع الأوروبي» ومن يعترض علي نتيجة الاستفتاء من منطلق تعارضها مع مبادئ حقوق الإنسان والحريات الدينية. وجاءت أكثرية ردود الفعل حدة في ألمانيا في أوساط المسلمين، إذ انتقد أيمن مزيك أمين عام المجلس الأعلي لمسلمي ألمانيا بشدة قرار حظر بناء المآذن.. معربا عن مخاوفه من أنه في حال إجراء استفتاء مماثل في ألمانيا فإن النتيجة من هذا القبيل تعتبر «كارثية». ويبدو أن تصويت أغلبية من السويسريين تتجاوز 57% قد أثارت القلق في أوساط مسلمي ألمانيا لاعتبارات متعددة، منها احتمال عودة الجدل حول بناء مسجد في مدينة كولونيا، كان تصميمه بمنارتين قد أثار ردود فعل متباينة.. إلا أنه تم التوصل إلي صيغة توافقية لتصميم المسجد بمنارة لا يتجاوز علوها كاتدرائية كولونيا التاريخية ووضع حجر أساس المسجد منذ شهر وينتظر افتتاحه في غضون عامين. وانتقد الدكتور نديم إلياس مستشار رئيس المجلس الأعلي للمسلمين في ألمانيا موقف فولفجانج بوسباخ القيادي في حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي «حزب المستشارة ميركل» ومسئول لجنة الشئون الداخلية في البوند ستاج والذي قال: «إن نتيجة التصويت تعكس الخوف من أسلمة المجتمع وهذا الخوف يجب أن يؤخذ علي محمل الجد». وحسب رأي الدكتور الياس فإن «القضية الرئيسية لا تكمن في أسلمة هذه البلاد بل ما نلاحظه هو العكس أي أن الإسلام والمسلمين هم الذين يتعرضون للاستفزاز بمثل هذه القرارات». ويؤكد البروفيسور غيرهارد روبرتز استاذ القانون العام بجامعة «تريا» الألمانية في حديثه التليفزيوني أن «قرار الناخبين السويسريين يطرح أشكالية من الناحية القانونية، لأنه في نهاية المطاف يتعارض مع الحرية الدينية والمبادئ العامة للمساواة». رأي الخبير القانوني الألماني أن المحكمة الأوروبية وإن كانت تفتقد إلي قوة لإلزام سويسرا بتغيير قانون ساري المفعول فإن اللجوء للمحكمة لابداء الاعتراض علي نتائج الاستفتاء هي إشارة سياسية لسويسرا ربما كي تقوم من جهتها بمبادرة لإعادة تنظيم الاستفتاء ومراجعة القرار. ورأت صحيفة «زود دويتشه تسايتونج» أن حظر المآذن في سويسرا يتعارض مع حقوق الإنسان.. ووصفت نتائج الاستفتاء الشعبي بمثابة كارثة لسويسرا، وأن حظر بناء مآذن جديدة يعتبر أمراً لا مثيل له في أوروبا.. وفي حال تم في المستقبل إدراج مادة في الدستور السويسري تنص علي «حظر بناء المآذن في سويسرا» فإن هذه المادة بالذات لن تكون مخالفة فقط لقوانين أخري ينص عليها الدستور نفسه، مثل حرية المعتقد أو حظر التمييز، وإنما ستتعارض أيضًا بشكل واضح مع المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان». وقالت مجلة التايم الأمريكية في مقال للكاتبة هيلينا باخمان أن التصويت بحظر بناء المآذن في سويسرا من شأنه أن يؤثر علي صورة سويسرا أمام العالم كونها موطن السلام والديمقراطية وتقدير حقوق الإنسان وقد قوبلت هذه الصورة الوردية البراقة بصفعة قوية بعد أشهر من اثارة موجة من الجدل والاتهامات بالعنصرية والتمييز الديني. وزعم الكاتب أن مسلمي أوروبا يتجهون للتصديق دون تفكير علي الدفاع عن جرائم الشرف والرجم حتي الموت والزواج القسري وغيرها من الممارسات بالإضافة إلي الميل لتمجيد النقاب. وأكدت جريدة لو فيجارو الفرنسية أن هناك عددًا من الأئمة الفرنسيين يعتبرون أن دور العبادة يجب أن تكون سرية من أجل تجنب اثارة الذعر. أكد الإمام طارق أوبرو أمام بوردو أن المأذنة ليست مذكورة في القرآن بل هي شكل معماري تقليدي اعتادت الدول الإسلامية عليه للتذكير بمواعيد الصلاة وهي ليست ضرورية في فرنسا. وذكر انه تعمد رفض بناء المأذنة في المسجد الكبير الذي يتم بناؤه الآن في مدينته لأن في الوقت الحالي بناء المأذنة سيكون بمثابة تحد وأني اناضل من أجل وجود إسلام متوازن ومعتدل في فرنسا تجنبا لاثارة المخاوف والرعب وأيضًا لضرورة الاندماج بصورة طبيعية في المجتمع.