استكمالاً للحديث عن الدراسة التي أجراها المجلس القومي للمرأة حول العنف ضد الزوجات فقد أشارت نسبة كبيرة من الرجال والنساء إلي أن أسباب العنف أغلبها خارجية كارتفاع تكاليف المعيشة والمشكلات في العمل، غير أن ثلث النساء أشرن إلي طباع الزوج كسبب للعنف، بينما يشير ما يزيد علي نصف الرجال الذين مارسوا العنف ضد زوجاتهم إلي عدم طاعة الزوج. وأشار كل من د.نجوي كامل أستاذ الصحافة بجامعة القاهرة ود.عادل عبد الغفار أستاذ الإعلام المساعد بجامعة القاهرة إلي افتقادنا لثقافة الحوار كسبب من أسباب حدوث العنف ليس فقط بين الأزواج ولكن في المجتمع ككل، كما تحدثا عن أساليب التناول الإعلامي لقضية العنف ضد المرأة، وضرورة تركيز البرامج الإعلامية علي تقديم علاقات تتسم بالاحترام المتبادل بين الأزواج بدلا من عرض مشاهد استفزازية من العنف ضد النساء. كما ينبغي أن تتم تلك التوعية أيضاً في دور العبادة، حيث تشجع تعاليم الأديان علي المعاملة الحسنة والتفاهم الأسري الذي يعد الحوار البناء إحدي ركائزه الأساسية. والحوار البناء يتطلب ما يسميه ستوني ولوف استخدام كلتا العينين أي الرؤية الثنائية وهي الحالة التي يبذل فيها كل شريك أقصي ما بوسعه لتفهم وجهة نظر الآخر. فالمشكلة أنه عندما تكون غاضباً فأنت مخطئ حتي وإن كنت علي صواب لأنك لم تتمكن من الرؤية بمنظور الطرف الآخر. ويبقي جيدا للأزواج أن يحددوا سوياً الأشياء الجارحة لكل منهما والتي تسبب الغضب لتساعد علي وجود اتفاق مسبق بينهما يستخدمونه عند الطلب مثل إيماءة باليد لإبقاء الخلاف تحت السيطرة. ويشير ستيفن ستوني إلي أن التصرف بهذة الطريقة هو الأكثر فاعلية للأزواج بحيث يصبح هناك متسع من الوقت أمام الرجل ليوقف الهروب والانسحاب، وللمرأة تتفهم أن زوجها ومايريده حقا هو أن يسعدها ولتتوقف قبل أن تصبح شديدة الانتقاد لزوجها، فالرجال يكونون قابلين للتصرف بحكمة والبقاء في الغرفة والاستماع للنساء إذا ظنوا أنهم لن يلاموا أو ينتقدوا علي شيء فعلوه، فإذا أعطيت زوجك قوة دفع إيجابية يكون الحديث أفضل بمراحل من النقد. وسيبدأ في عمل أشياء ترغبين فيها أكثر كأن تقولي له لاحقا: أفرح كثيراً عندما تعلق المنشفة المبللة. بدلاً من التعليق فور إلقائه لها علي السرير، وثقي أن هذه الطريقة أفضل بكثير من الجدال العقيم.