أضفي الهجوم الذي شنه جناح "القطبيين" علي عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المحظورة بدعوي أنه خرج من السجن وفق صفقة أجراها مع الأجهزة الأمنية، بعدا جديدا للصراع المزمن بين أجنحة الجماعة والذي تتنوع أشكاله، وتتباين درجة حدته من وقت لآخر. بعد آخر خفي من أبعاد الصراع يتمثل في النزاع بين القطبيين "والتلمسانيين" نسبة إلي عمر التلمساني المرشد الأسبق للجماعة حول السيطرة علي المناهج التربوية لعناصر الجماعة، فمنذ أن تمكن القطبيون من السيطرة علي إدارة الجماعة باحتلال غالبية مقاعد مكتب الإرشاد والهيمنة علي رئاسة المكاتب الإدارية بالمحافظات، وهم يمضون في سبيل فرض أفكارهم علي عموم أبناء الصف الإخواني بشتي السبل، وفي مقدمتها إلغاء المقررات التربوية ذات الأفكار المختلفة مع ما طرحه سيد قطب في كتبه حيث يرونه التطور الطبيعي لأفكار حسن البنا مؤسس الجماعة. القطبيون أزالوا من مناهج الجماعة الأفكار الأقل تطرفا مثل كتب سعيد حوي وفتحي يكن بعدما خرج علي الجماعة في لبنان ليكون ما يسمي بجبهة الإنقاذ هناك، كما الغوا كتبًا أخري ليوسف القرضاوي ومختار نوح المجمد نشاطه واستبدلوها بكتب أخري، كتاب مثل محمود أبو رية وهو احد قيادات التنظيم السري الخاص السابقين وجمعة أمين وعبد الله الخطيب عضوا مكتب الإرشاد بالجماعة. بيزنس المطابع لا يغيب البعد الاقتصادي أو "البيزنس" عن الصراعات الإخوانية، حيث دخلت المطابع المملوكة لإخوان علي خط الصراع للحصول علي حق طباعة هذه الكتب لان توزيعها مضمون فهي توزع علي الأسر الإخوانية بالمجان، نظير الاشتراكات الشهرية التي تسددها عناصرها، ولذلك تقيم دور الطباعة والنشر التابعة للإخوان مناقصات لا تقل في حجمها عن المناقصات التي تجريها وزارة التعليم لطباعة الكتب الدراسية. قائمة المستفيدين يأتي في مقدمة المستفيدين من بيزنس الكتب الإخوانية خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد وصاحب دار التوزيع والنشر الإسلامية وعاصم شلبي رئيس ما يسمي باللجنة الإعلامية بالجماعة وسكرتير عام اتحاد الناشرين المصريين من خلال دار الأمل التابعة له، كما تضم القائمة ما يقرب من عشر دور طباعة ونشر أخري منها دار "الشروق الدولية" المملوكة لعادل المعلم شقيق إبراهيم المعلم اكبر المساهمين في جريدة الشروق الخاصة، ومنها أيضا دار النشر للجامعات والمكتب المصري الحديث ومكتبة وهبة. يدلل القيادي الإخواني المجمد عبدالستار المليجي علي كون البيزنس هو المحرك الأساسي لهذه المسألة بطباعة الجماعة لكتاب لمحمد الصلابي عن تاريخ الدولة العثمانية من ثلاثة أجزاء كل منها يتخطي الألف صفحة متسائلا من سيقرأ كتابا بكل هذا الحجم عن تاريخ الدولة العثمانية، كما يستدل بالكتيبات والمطويات التي تلقي في المساجد وفي مقالب القمامة بعد نهاية شهر رمضان مثلا. أسماء مستعارة اللافت هو اعتماد قيادات التنظيم الخاص علي أساليب غريبة في التعامل مع المقررات التربوية ومنها وفق ما يؤكد القيادي الإخواني المجمد عبدالستار المليجي، استخدام أسماء مستعارة لمؤلفي الكتب أو وضع أسماء بعينها علي بعض الكتب دون أن يكونوا قد كتبوا ايا منها بالفعل وهو ما حدث مع محمود أبو رية والنائب علي لبن وعلي الصلابي (ليبي الجنسية) واخرين، فابو رية مراجع الحسابات لم يكتب كتابا في حياته بحسب ما يؤكد رفيقه في السجن عبدالستار المليجي. الهدف من وضع الأسماء المستعارة هو إضفاء أهمية علي الأفكار المتفرقة التي يتم جمعها من كتب قطب وما يماثلها، بما يحقق أهدافا بعينها في تنشئة العناصر، واللافت أن الجماعة تضع علي الكتاب رقم هاتف مصري فيما يكون اسم المؤلف سعوديا أو تونسيا. أدخلت الجماعة المحظورة مؤخرا تعديلا جوهريا علي مقررات عناصرها التربوية حيث فرضت كتبا بعينها مثل كتاب الرشاد للأشبال وكتاب في نور الإسلام لمرحلة ما قبل الجامعة بدلا من ترك الحرية للعناصر في قراءة ما يشاءون.