تحتدم المناقشات في أوساط رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين وكل المسئولين عن تعيين موظفين من أي نوع.. ويكون الاختلاف الجوهري حول المقاييس الصحيحة في اختيار المعاونين: هل تعتمد علي صفاته الشخصية أم كفاءته وخبرته العملية؟ ويفضل كثيرون أن يطلعوا علي ملف الخبرة، ولكن آخرين يعتقدون أن الشخص أهم من خبراته.. وإلي هؤلاء وأولئك قد يكون لهذه القصة معني.. في صباح يوم ربيعي والشمس الدافئة تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها، اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابةالجديدة بإدارة شركته.. فاستدعي كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلي غرفة الاجتماع وألقي بالتصريح المفاجئ وبأن الاختيار سيكون من الحاضرين.. تسمر الجميع في ذهول واستمر قائلا ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجته في مثل هذا اليوم من العام القادم وفي هذه القاعة نفسها.. وهذا هو الاختبار. سيتم توزيع البذور النباتية التالية عليكم وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام.. ومن يأتيني بنبتة صحية تفوق ما لدي الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام.. وكان بين الحضور شاب يدعي (جيم)، وشأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلي منزله وأخبر زوجته بالقصة فأسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة وكانا كل يوم يتابعان الاعتناء بالبذرة جيدا.. بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت ما عدا جيم الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود التي بذلها.. مرت الأسابيع والشهور والجميع يتحدثون عن المدي الذي وصلت إليه بذورهم من النمو، وجيم صامت لا يتحدث.. إلي أن حان الموعد فقال جيم لزوجته إنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ ولكنها قالت: علينا أن نكون صادقين بشأن ما حدث.. فذهب جيم بوعائه الفارغ يصحبه الحرج البالغ.. وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي للآخرين.. تسلل في هدوء ووضع وعاءه الفارغ علي الأرض وبقي واقفا منتظرا مجيء الرئيس، ومتجاهلا ضحكات الزملاء أو أسف بعضهم عليه.. ولما جاء الرئيس أثني علي النباتات الرائعة، ولكنه طلب صاحب الوعاء الفارغ، وأوقفه بجانبه قائلا: في العام الماضي أعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلي هنا اليوم، ولكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذوراً فاسدة ولم يكن بالإمكان أن تنمو إطلاقا.. جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة لأنكم استبدلتم البذرة التي أعطيتها لكم، أليس كذلك؟ الوحيد الذي كان صادقا ولم يستبدل البذرة هو (جيم).. رحبوا بالرئيس التنفيذي الجديد.. هذه هي القصة.. إذا اخترت من يزرع الأمانة، ستحصد الثقة.. وإذا اخترت من يزرع بالمثابرة فستحصد الرضا.. وإذا اخترت من يزرع بإيمان فستحصد الطمأنينة.. أما إذا اخترت الزرع الزاهي والخبرة الحاذقة التي تعمل للغاية دون اعتبار الوسيلة، فلن تحصد سوي القلق، والشك، والخوف.