مواقف بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي المتعنتة تجاه السلام اثارت استياء الولاياتالمتحدة وفرنسا وهو ما بدا جليا في لقاء نتانياهو مساء أمس الاول في البيت الابيض مع الرئيس الأمريكي اوباما وسط تكتم إعلامي شبه كامل مما يؤشر بوضوح إلي الازمة العميقة بين الحليفين. وغادر رئيس الحكومة الإسرائيلية البيت الابيض وحيدا بعد أن امضي فيه ساعة و40 دقيقة دون أن يظهر مع أوباما أمام الصحفيين وهو حدث نادر خلال لقاء بين الرئيس الأمريكي ومسئول اجنبي كبير خصوصا إذا كان الامر يتعلق برئيس وزراء إسرائيل. وأحيطت مباحثات اوباما ونتانياهو بتكتم تام واكتفي البيت الابيض باصدار بيان من ثلاث فقرات بشأنها.وبحسب البيان فان اوباما ونتانياهو بحثا ملف ايران وكيفية دفع السلام في الشرق الاوسط. كما اكد اوباما مجددا الالتزام الحازم لواشنطن بضمان امن اسرائيل. كما ذكرت صحيفة " معاريف" الاسلرائيلية أن واشنطن وتل ابيب اتفقا علي اللقاء بين نتانياهو وأوباما في اللحظة الأخيرة اذ أن الإدارة الأمريكية غاضبة منه لأنه فرض علي البيت الأبيض عقد لقاء مع أوباما وأن البيت الأبيض وافق علي ذلك لتفادي أزمة في العلاقات بين البلدين. وأشارت معاريف إلي أن حقيقة قيام نتانياهو بالغاء اللقاء المقرر مع الصحفيين بعد اللقاء جاء بفعل اتساع الفجوة في المواقف بين الطرفين، ولأنه لا يحمل أي بشري من لقائه مع أوباما فيما يتسع الخلاف بين الاثنين علي ضوء الجمود في العملية السلمية. كما ذكرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية في وقت سابق ان البيت الابيض اراد ان يري نتانياهو يتصبب عرقا قبل الحصول علي موعد مع الرئيس واراد ان يراه العالم بأسره يتصبب عرقا. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية إن واشنطن أثبتت مرة أخري أنه لا توجد في واشنطن "وجبات مجانية"، فقد ماطل البيت الأبيض في إقرار لقاء بين أوباما ونتنياهو لممارسة ضغوط علي رئيس الحكومة الاسرائيلية إذ طالبت الإدارة الأمريكية نتنياهو أن يعلن قبيل لقائه بأوباما أثناء خطابه أمام مؤتمر المنظمات اليهودية تأييدا لمشروع دولتين لشعبين. ولم يقتصر الاستياء من مواقف نتانياهو علي واشنطن فحسب ، بل امتد الي باريس حيث صرح برنار كوشنير وزير الخارجية الفرنسي امس ان هناك خلافاً سياسياً حقيقياً بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي موضحا ان باريس ما زالت علي قناعة بانه من الضروري بالمطلق تجميد الاستيطان لاجراء محادثات من اجل التوصل الي السلام.ومن المقرر ان يستقبل ساركوزي نتانياهو اليوم. ومن ناحية أخري، انتهت امس الاول مناورة الدفاع الجوي الأمريكية الإسرائيلية المشتركة "جونيبر كوبرا 10"التي استمرت نحو ثلاثة اسابيع وشارك فيها ألف وأربعمائة عسكري أمريكي والمئات من الضباط والجنود الاسرائيليين. وقال قائد قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية البريجادير دورون جفيش في تصريحات صحفية انه تم خلال المناورة اختبار التعاون بين الجيش الإسرائيلي وبين سلاح الجو الأمريكي لمواجهة هجوم صاروخي محتمل علي إسرائيل من جانب إيران وسوريا ولبنان. وأضاف أنه تم تشغيل جهاز الرادار الامريكي الحديث الذي كان قد نصب في اسرائيل قبل حوالي عام للانذار باطلاق صواريخ باليستية، وفي المرحلة النهائية من المناورة تمت عملية اعتراض حية بواسطة صواريخ باتريوت. وجاء هذا فيما ذكرت صحيفة "هاآرتس" أن المحادثات الاسرائيلية الامريكية حول صفقة شراء مقاتلات الشبح "إف35" والتي وصفتها بأنها أكبر صفقة أمنية في تاريخ إسرائيل تتقدم ببطء وأن القرار النهائي سيتخذ في إسرائيل مطلع العام المقبل ومن المرجح أن يوقع العقد بين الجانبين منتصف السنة القادمة.