تزامنًا مع الانتقادات التي وجهتها بعض لجان الوفد بالمحافظات لبرنامج الحزب الجديد يعقد حزب الوفد اجتماعًا لمكتبه التنفيذي والهيئة العليا لدراسة آراء لجان الوفد بالمحافظات تمهيدًا لإقرارها قبل المؤتمر السنوي للحزب المقرر عقده في 20 من نوفمبر الجاري. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع أيضًا تحركات الحزب استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة، وكذلك وضع تصورات لآليات تطبيق ما يعلنه الوفد من مطالبة بنظام برلماني وكذلك تعديل الدستور بالإضافة لمناقشة "الضمانات التي يراها الوفد ضرورة لخوض الانتخابات البرلمانية تمهيدًا لعرضها في الحوار مع المعارضة خلال الاجتماعات المقبلة. كانت لجان الوفد قد شهدت نقاشات ساخنة حول مبادرة الوفد، والتي رجحت قيادات أن تظل محصورة لدي النخبة وكذلك حول البرنامج حيث انتقدت لجنة وفد الإسكندرية في الاجتماع الذي عقدته المحافظة إهمال البرنامج لصياغة السياسات الخارجية بشكل دقيق وكذلك تحديد الموقف من اتفاقية كامب ديفيد بالإضافة لما اعتبروه تجاهلاً لتحديد آليات لتحرك الدول العربية لمواجهة المشكلات الإقليمية.. وصبوا هجومهم الأكبر علي عدم وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع دول حوض النيل، منبهين إلي ضرورة أن يتضمن البرنامج آليات واضحة لحل مشاكل الزراعة بعيدًا عن الجمل الإنشائية. أما الغربية فأكدت علي ضرورة أن يتضمن البرنامج فكرة مجانية التعليم ومواجهة الأمية لمحوها وكذلك حقوق المرأة والطفل بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية وفق ما دار في النقاش بالاجتماع الذي عقدوه لمناقشة البرنامج، وطالبت أيضًا بضرورة أن يتبني البرنامج فكرة التخفيض الدبلوماسي لمصر بأغلبية الدول ترشيدًا للنفقات وطالبت دمياط بضرورة وضع خطة مدروسة تساهم في توفير مساكن للشباب بأسعار جيدة. ودعا المشاركون في اجتماع وفد الشرقية لضرورة ألا يتجاهل البرنامج دور الشباب منتقدين تهميش دورهم فيه لأنه لم يناقش سوي فكرة البطالة فقط، وكذلك تهميش دور المرأة في البرنامج رغم تخصيص مقاعد لها في البرلمان. اللافت أن المشاركين أيضًا هاجموا حصر مفهوم المواطنة في معني ضيق المتعلق بالمسلمين والأقباط وطالبوا بضرورة أن يحدد جزء الدبلوماسية المصرية رأي الوفد في حلول القضية الفلسطينية والعراق وكذلك مشاكل السودان. وتسببت مشاكل بورسعيد في دراسة كل قسم منهم للبرنامج علي حدة وتجميعه للمقر المركزي بعد أن غاب أغلبية أعضاء اللجنة عن الحضور عن الاجتماع المخصص لذلك بسبب انقسامهم حول تشكيل اللجنة من جهة ولخلافات بعضهم مع النائب محمد شردي عضو الهيئة العليا من جهة أخري. يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه مصادر بالوفد ل»روزاليوسف" عن أن غضب بعض لجان المحافظات وتحفظاتها علي البرنامج الجديد كانت سببًا في تأجيل محمود أباظة رئيس حزب الوفد لعقد المؤتمر من 14 من الشهر الجاري ليوم 20 من نفس الشهر حيث قال ممثلو اللجان لأباظة "تأخركم في إصدار البرنامج معناه أنكم ستتجاهلون تصورنا فيه". اللافت أن أباظة غير مكان الاحتفال بعيد الجهاد المقرر عقده يوم 13 من الشهر الجاري من القاهرةلأسوان الأمر الذي أثار استياء قيادات الحزب التي فضلت اختيار المقاطعة لبعد المسافة وارتفاع تكاليف السفر وهو ما جعل قيادات الحزب تبحث عن بديل آخر وهو حشد قيادات وفد الصعيد للمشاركة في المؤتمر حتي لا يقل عدد الحضور بشكل لافت للانتباه عندما تقاطعه لجان الوجه البحري. وفي الوقت الذي رجحت فيه قيادات وفدية أن يكون التحرك الأباظي بهدف التواصل مع لجان المحافظات خاصة الصعيد اعتبرت أخري اختيار أباظة لأسوان للرد علي زيارات أيمن نور المفرج عنه بعد سجنه في قضية تزوير توكيلات حزب الغد والتي قام بها بعد خروجه من السجن، فريق ثالث أرجعه للرغبة في ترشيد النفقات واختصار مؤتمر الحزب في يوم واحد يعقد في القاهرة لتأكدهم من أن الأغلبية ستقاطع مؤتمر أسوان. اللافت هو المطالبات القادمة من لجان الوفد بالمحافظات بأن يُعقد المؤتمر العام لحزب الوفد في 3 أيام علي غرار الوطني لمناقشة كوادر الحزب في حلول المشاكل المختلفة قبل طرحها في البرنامج النهائي للحزب والذي سيتم ترجمته لبرنامج انتخابي.