أصابتني صدمة عميقة شأني شأن أي إنسان عاقل عندما سمعت بأعمال العنف الخرقاء والبشعة والجبانة التي جرت في فورت هود، هذا الهجوم المروع هو خرق تام للقانون والقواعد الإسلامية، والجاني لا يمت لدين الإسلام أو الشعب المسلم بصلة، فقد وضع الله قدسية الحياة كمبدأ عالمي فهو القائل في محكم آياته، ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحميا فالإسلام جعل القتل جريمة تستوجب العقاب الدنيوي وخطيئة تستوجب عقاب الأخرة أيضًا، فقد أوضح لنا النبي محمد ص أن أول الحساب يوم القيامة سيكون حساب إزهاق النفس. والإسلام الذي درسناه في سنوات شبابنا هو دين يدعو للرحمة والسلام، وقد كان أول ما يدرس للطلاب المسلمين حديث نبوي شريف قال الرسول فيه من يرحم الناس يرحمه الله.. فارحم الناس يرحمك الله، وما تعلمناه عن الإسلام واستقيناه من العلماء وفهمهم لصحيح القرآن في قوله الله تعالي: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عندالله أتقاكم، فعندما قال الله لتعارفوا لم يكن يعني أن نتناحر، فجميع الأديان حرمت قتل الأبرياء فمن قتل نفسا كمن قتل الناس جميعا. اسمحوا لي أن أكون واضحا بتأكيدي أن الإسلام ضد التطرف والإرهاب تماما، لكن مالم نفهم عوامل الارهاب والتطرف فإننا لن نكون قادرين علي القضاء علي هذه الآفة، لذا ينبغي علينا فهم ذلك لنبني مستقبلاً أفضل ونضع حدًا لهذا الوضع الخطير الذي قد يدمر العالم. قلبي، وعقلي وبلدي وصلواتنا جمعيا مع عائلات الذين فقدوا أحباءهم، إننا نقدم أعمق وأصدق تعازينا لعائلات الضحايا والصلاة من أجل الشفاء العاجل للجرحي ونطالب بأن يتم تقديم مرتكب الجريمة إلي العدالة، والوقوف أمام المحاكمة. ومن المؤسف أن نري ردود الأفعال المتسرعة التي انتشرت عن الإسلام في غضون دقائق من التقارير الإخبارية الأولي التي صدرت فور وقوع الحادث، فالجميع ألقي اللوم علي الدين كله بسبب أفعال هذا الرجل، ومن الواضح أن ردود الأفعال هذه غير عادلة وتخدم غرضا ما. كما أنه من المهم بالنسبة لنا في هذا الوقت شديد الحزن الوقوف معا بطريقة عادلة ومعقولة، فلا نشوه صورة المسلمين دون سبب، لا لأن هذا أمر مهم بالنسبة للمسلمين، ولكن لأن قدرتنا علي التعايش في سلام تتوقف علي ذلك. نقلا عن صحيفة واشنطن بوست