وصف وزير الخارجية احمد ابوالغيط المباحثات التي جرت امس خلال لقاء الرئيس مبارك مع وزيرة الخارجية الامريكية بأنها مثمرة للغاية وسيكون لها فوائدها ونتائجها في المستقبل. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده ابوالغيط مع كلينتون عقب انتهاء المباحثات وقال إن اللقاء استغرق اكثر من الساعة وانصب بشكل اساسي حول الوضع الفلسطيني وجهود دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي وكيفية اعادة المفاوضات الي مسارها وأضاف ان المناقشات تطرقت الي الوضع الاقليمي، شاملة افغانستان وباكستان واليمن والوضع في لبنان. وأضاف ان المفاوضات كانت بناءة للغاية واتسمت بكثير من الصراحة والوضوح والتفاهم المصري- الامريكي ازاء كثير من القضايا حيث إن الجانب الامريكي طرح خلال اللقاء رؤيته بالكامل وطرحنا نحن من جانبنا الرؤية والافكار المصرية حول دفع جهود السلام. جاء ذلك عقب استقبال الرئيس حسني مبارك امس بمقر رئاسة الجمهورية وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بحضور احمد ابوالغيط وزير الخارجية والوزير عمر سليمان ومن الجانب الامريكي مارجريت سكوبي سفيرة الولاياتالمتحدة بالقاهرة والسيناتور جورج ميتشل المبعوث الامريكي الخاص بعملية السلام وجيفري فيلتمان مساعد وزير الخارجية لشئون الشرق الادني وديفيد هيل نائب المبعوث الامريكي للسلام. اعربت وزيرة الخارجية الامريكية عن سعادتها وامتنانها لاتمام اللقاء مع الرئيس مبارك مشيرة الي ان مباحثاتها مع الرئيس مبارك وكذلك مشاوراتها الليلة قبل الماضية مع وزير الخارجية والوزير عمر سليمان كانت بناءة للغاية وايجابية واكدت ان الولاياتالمتحدة تنظر الي مصر باعتبارها شريكا اساسيا وضروريا ليس فقط بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط ليس فقط علي المستوي الاقليمي بل علي المستوي العالمي واكدت ان بلادها ملتزمة بالعمل مع مصر من اجل تعميق وتقوية التعاون والشراكة بين البلدين، وقالت: "لقد اكدت للرئيس مبارك ان الرئيس اوباما ومبعوثه الخاص للشرق الاوسط وانا شخصيا ملتزمون تماما رسميا وبشكل شخصي بتحقيق حل الدولتين والوصول الي سلام شامل بين اسرائيل والفلسطينيين وكل الدول العربية المجاورة. وأضافت لقد أكدت مجددا للرئيس مبارك أن الولاياتالمتحدة تشارك مصر قلقها ازاء وضع الفلسطينيين في غزة وانها لا تزال تعتقد ان بالامكان الوصول الي حل ومخرج رغم الصعوبات الكبيرة المتراكمة وقالت ان المشاورات مع الرئيس مبارك تطرقت الي الملف النووي الايراني، موضحة انها اشارت الي الموقف الامريكي الذي يؤكد ان الوقت قد حان لان تقرر الحكومة الايرانية ما شكل المستقبل الذي تسعي اليه وان واشنطن اكدت لطهران ان للصبر حدوداً. وردا علي سؤال حول اسباب تغير الموقف الامريكي بالنسبة للاستيطان الاسرائيلي قالت: أود في البداية التأكيد ان سياستنا تجاه المستوطنات الاسرائيلية لم تتغير ومازلنا لا نقبل بشرعية هذه المستوطنات ولدينا اعتقاد راسخ بأنه من المفضل انهاء كل اشكال الاستيطان الحالي والمستقبلي وهذا ما اوضحناه ونستمر في تأكيده. واضافت ان الولاياتالمتحدة تري أن التفاوض بعمق حول الوضع النهائي سيسمح بوضع حد للانشطة الاستيطانية لاننا سنتجه في المفاوضات الي اقامة دولة فلسطينية وهو الهدف النهائي وحول الرؤية الامريكية للافكار المصرية بتقديم ضمانات للجانب الفلسطيني بشان حد زمني للمفاوضات وطرح بحث قضايا الوضع النهائي، قالت كلينتون: لقد بحثنا هذا الحديث بالتفصيل وأعربت عن تقديرها البالغ للمقترحات المصرية. وردا علي سؤال حول ما اذا كانت مصر تؤيد بالفعل تجميد الاستيطان قال ابو الغيط فيما يتعلق بالموقف الامريكي من الاستيطان استمعنا رد فعل وزيرة الخارجية الامريكية الذي يفيد ان هناك تراجعاً امريكياً في هذا الخصوص وقد تحدثنا في هذا الموضوع بقدر كبير من الوضوح والصراحة واستمعنا الي الرؤية الامريكية التي تتمسك فيها وترفض استمرار عمليات الاستيطان. واستطرد قائلا ان الجانب الاسرائيلي لم يستجب الي الرغبات الامريكية التي طرحت عليهم مرات عديدة وبالتالي فإن الولاياتالمتحدة لم تغير موقفها فيما يتعلق برفضها للاستيطان والولاياتالمتحده تطالب الاطراف بأن تبدأ المفاوضات والرد المصري في هذا الشأن ان الجانب الاسرائيلي هو الذي يعوق ويعرقل العملية كما انه هو الذي يضع شروطا لبدء المفاوضات متمثلة في استمراره في التمسك بعمليات الاستيطان ولو محدودة واشار ابوالغيط إلي ان الوزيرة الامريكية تري ان هناك تقدما فيما يتعلق باقناع اسرائيل بتجميد عمليات الاستيطان بشكل غير كامل وقال ان الرؤية المصرية هي وجوب التركيز علي "نهاية الطريق"end game ويجب الا نضيع الوقت في التمسك بهذا الامر كبداية للمفاوضات وان نستمع في هذا الخصوص وان نستمع لموقف امريكي واضح وان تلتزم الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بالوقوف الي جانب الاطراف في المضي قدما في المفاوضات التي تقوم علي اسس واضحة يعد لها اعداداً جيداً. وقالت كلينتون: إن كل الخطوط التي كنا نتحدث عنها كانت ستؤدي الي إقامة الدولة الفلسطينية علي حدود 1967 مع تبادل بعض الأراضي علي ان يتم ذلك بموافقة كلا الطرفين وكان ذلك لتأسيس دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية وكانت ستؤدي لوجود مسئولية مشتركة بدعم دولي لحماية الأماكن المقدسة لأتباع الديانات السماوية الثلاث. وأضافت: أريد ان أؤكد لكم أن هدفنا دولة حقيقية بحدود تسمح للفلسطينيين ان يتخذوا بأنفسهم القرارات التي تتعلق بمصيرهم وهنا عقَّب وزير الخارجية احمد ابوالغيط "نحن في هذا الموقف الذي تحدثت فيه وزيرة الخارجية نوافقها تماما ونؤيد هذا الموقف الأمريكي الذي عكس الاقتناع بدولة فلسطينية كاملة.