عقد المجلس القومي لحقوق الإنسان أمس الدورة التدريبية الثانية في مجال الهجرة بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة وبحضور ممثلين من وزارات الخارجية والقوي العاملة والهجرة والتعاون الدولي والداخلية بمشاركة عدد من منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الهجرة وباحثين من المجلس وممثلين من اللجان المختلفة به. وقال د.بطرس غالي رئيس المجلس في تصريحات ل"روزاليوسف" بشأن الظاهرة: إن الرأي العام المصري لابد أن يدرك تداعيات هذه الظاهرة وأن عائد الهجرة المصرية من الخارج يتراوح بين 7 و8 بلايين دولار أي بما يمثل ضعف إيرادات قناة السويس، مشيرًا إلي ضرورة العمل علي كيفية الاستفادة من هذه الإيرادات بدلا من تشغيلها من الخارج. وكشف غالي أن المجلس بمثل هذه الدورات التدريبية التي يعقدها يسعي لنيل اهتمام الحكومة المصرية والمجتمع المدني المصري بشأن القضية بحيث تعد هذه محاولات تمهيدية في إطار كون المجلس هيئة استشارية. ولفت إلي أن مصر لاتزال في مرحلة الإعداد بالدراسات والبحوث اللازمة لمعالجة الظاهرة والاستفادة منها بشكل إيجابي. وكشف غالي أن المجلس سيعقد مؤتمرًا دوليا لمناقشة أبعاد الظاهرة بين دول "الجنوب والجنوب" بمعني معرفة أعداد السودانيين والعراقيين في مصر وكذلك معرفة أعداد المصريين في الدول العربية الأخري بالتعاون مع المنظمات الأفريقية المعنية بالقضية وجامعة الدول العربية ومنظمة الوحدة الأفريقية. وأضاف غالي أن اليونسكو وافق مؤخرا علي إنشاء جهاز خاص بالظاهرة يجتمع بشكل سنوي مع الدول الأفريقية وتحت رعاية الرئيس السنغالي السابق "عبده ضيوف" حيث يسعي الجهاز إلي بحث تطورات أوضاع العمالة والهجرة في الدول وكيفية العمل علي تحسينها. كما اقترح غالي إمكانية الاقتداء بما تتبعه فرنسا في تنظيم منتديات وملتقيات سنوية للمهاجرين لربطهم بالدولة الأم واستخدامهم كجماعات ضغط بالخارج، لافتا إلي ضرورة إجراء انتخابات لهم في كندا واستراليا وليبيا مع رفع التوصيات لمجلسي الشعب والشوري للاعتناء بالظاهرة. كما حذر غالي من تنامي الكثافة السكانية نتيجة للهجرة غير الشرعية والعيش في نظام ضيق وهو حوض النيل الذي يشهد مشاكل حول نقص المياه.