قد يتوهم البعض أن دور الإعلام المصري قد تحجم أو انتهي كما تنبئ بعض الأقلام وما تصيغه بعض الفضائيات بأن الإعلام المصري وما يقدمه علي قنواته المتعددة لم يعد له أي تأثير أو مردود يذكر.. !!! إلا أن ما تلقيته في الفترة السابقة عن طريق الإنترنت يؤكد حجم المسئولية التي تقع علي عاتق الإعلام المصري تجاه المنطقة وتجاه أنفسنا. ففي إحدي الرسائل الإلكترونية التي وصلتني من الشاعر العراقي عبد الكريم الكيلاني استوقفتني عدة مفردات مصرية إلا أنها لا تحمل دلالة في سياق الحوار الدائر وخمنت إنه ربما لا يعرف كيف توظف هذه المفردات رغم أنها لا تحمل أي معني مسئ مثل طحن -كبر الجمجمة .. الخ إلا أنها مفردات اللغة السوقية واستفسرت منه ما موقع هذه المفردات من الاعراب في حوارنا أجابني بأن هذه المفردات هي ما يسمعها في المسلسلات والأفلام وبعض البرامج وإنه قالها من باب الترحيب وأنه يعرف في اللغة المصرية.. ورغم أنني أدرك أن ما قصده هو الترحيب بأن يحدثني بلغة بلدي إلا إن نفس الشيء تكرر مع الأخت سارة الهاشمي وفراس الحسيني ومرام والعنود إضافة إلي أسئلة تتعلق بعلاقات الزوج بزوجته أو أفراد الأسرة الواحدة وبعض العادات التي تظهر في الأفلام والبعض يضيفها لزوم الحبكة الدرامية دون الوقوف علي ما تسببه مثل هذه الأشياء في تشويه مجتمع وتأثير هذا علي من يعتبرون مصر من الريادات الإعلامية..! ورغم سعادتي بحجم تأثير إعلامنا المصري وحب الأخوة العرب في تقليدنا أو استخدام مفرداتنا في تفاصيل الحياة قدر ما أزعجني وجود مثل هذه الأشياء والتي باتت جد مزعجة حتي لنا أنفسنا.. وأتساءل هل من الممكن أن نطمع في أعمال تليق بنا؟ وهل يمكن للجهات القائمة إعادة الرقي للحوار خاصة أن القائمين علي الإعلام عندهم كل الصلاحية والقدرة علي هذا وأكثر..