مبارك: النمو وإتاحة مزيد من فرص العمل وتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي علي رأس أولوياتنا فيما هنا الرئيس مبارك أعضاء الحزب الوطني الديمقراطي بالمؤتمر السنوي الناجح، مشيدًا بالأداء الحزبي الرفيع وتقديره لتناول المؤتمر كافة قضايا الوطن، اعاد مبارك في كلمته في ختام المؤتمر السادس للحزب الوطني الديمقراطي تمسك الحزب برؤيته وسياساته وأولوياته، مشيرًا إلي التصميم علي المضي في خطوات الاصلاح.. دون رجعة للوراء. وأشار الرئيس إلي أن أولويات الحكومة والحزب كانت دائمًا ولا تزال منصبه علي قضايا الاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل، مشيرًا إلي أنها الأولويات الموازية لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي. وفيما طالب مبارك الحكومة بتنفيذ توصيات المؤتمر مع سرعة تنفيذ قراراته لمساندة الفلاح وحل مشاكله ورفع العبء عنه، طالب الرئيس الحزب بالاستعداد ببرامج طموحة، ومزيد من التنظيم المؤسسي للانتخابات المقبلة، التي سوف يخوضها الحزب بانجازات حقيقية علي أرض الواقع. وفيمايلي نص كلمة الرئيس: الإخوة والأخوات أعضاء وقيادات الحزب.. أهنئكم جميعا بمؤتمر سنوي ناجح.. أشد علي أيديكم بعد جهود تواصلت لأشهر عديدة في الإعداد لهذا المؤتمر.. وبعد أربعة أيام من العمل الجاد منذ بدء فعالياته.. وإنني أعبر لكم عن إشادتي بهذا الأداء الحزبي الرفيع.. وتقديري لاجتهادكم في تناول قضايا الوطن والمواطنين. لقد تحدثت إليكم يوم السبت الماضي.. وأكدت أن هذه القضايا كانت -وسوف تظل- في قلب عملنا الحزبي والوطني.. وقد تابعت -عن قرب- أعمال هذا المؤتمر واجتماعات لجانه.. التقيت أمس الأول بالهيئة العليا للحزب وأعضاء مكتبه السياسي وأمانته العامة.. وسوف ألتقي بعد أيام قليلة بأعضاء هيئته البرلمانية.. وأقول لكم اليوم: إن هذا المؤتمر بما شهده من فعاليات ومناقشات يعطي للحزب الوطني -بحق- دفعة قوية وجديدة إلي الأمام. لقد قاد الشباب عملية التطوير المؤسسي للحزب.. كما قاموا بتطوير فلسفته.. برؤية جديدة وفكر جديد.. ولقد أرسي الحزب معايير واضحة.. لتصعيد قياداته واختيار مرشحيه وفق أسلوب ديمقراطي.. وإنني أشدد مجددا علي الأهمية المتزايدة لدور شباب الحزب.. فهم المصدر المتجدد لقوته وحيويته.. وأعاود تأكيد ضرورة إتاحة المزيد من الفرص أمام الشباب والمرأة.. في صفوف الحزب الوطني بكوادره وقياداته. لقد استمعنا منذ قليل -وللعام الثاني علي التوالي- لبعض كوادر الحزب من الشباب.. قدموا لنا نماذج رائعة ومشرفة للعمل الحزبي.. ولتواصله مع مشكلات المواطنين وتطلعاتهم.. وأقول لكم -بمشاعر الاعتزاز- إن هذه التجارب الناجحة للعمل الحزبي.. هي محصلة جهودنا لتطوير الحزب منذ عام 2002، وهي نتاج الأهمية الخاصة التي نوليها لشباب الحزب وشاباته.. ولدورهم في حاضر الوطن ومستقبله. الإخوة والأخوات.. لقد تناول مؤتمرنا السنوي قضايا رئيسية عديدة.. وأعاد تأكيد تمسك الحزب برؤيته وسياساته وأولوياته.. وتصميمنا علي المضي في خطوات الإصلاح.. دون رجعة للوراء.. عرضنا علي أبناء الشعب.. ما حققناه في تنفيذ برنامجنا الانتخابي عبر أربع سنوات.. وجهودنا المستمرة لاستكمال تنفيذ ما وعد به البرنامج.. استعرضنا ما قمنا به -ولا نزال- في مواجهة الأزمة الراهنة للاقتصاد العالمي.. وأكدنا مواصلة تحركنا للتعامل مع أولويات عملنا الحزبي والوطني.. سواء فيما يتصل بقضية الاستثمار والنمو وإتاحة فرص العمل.. أو الأولوية الموازية لتوسيع قاعدة العدل الاجتماعي.. أو أولوية النهوض بما يقدم للمواطنين من خدمات. إنني أطالب الحكومة بالمضي في تنفيذ توصيات هذا المؤتمر.. إزاء هذه القضايا والأولويات.. أطالب حكومة الحزب.. بالإسراع في الانتهاء من مشروعات القوانين الخاصة بإصلاح نظم التأمينات الاجتماعية والمعاشات، والنظام الجديد للتأمين الصحي.. وغيرها من مشروعات القوانين ذات الأولوية.. التي سنتقدم بها للدورة البرلمانية القادمة.. أطالب الحكومة.. بالمضي -دون إبطاء- في تنفيذ قرارات هذا المؤتمر لمساندة الفلاح المصري وحل مشاكله.. وتخفيف معاناته.. أطالبها.. بتكثيف الجهود لتنفيذ برنامج الاستهداف الجغرافي للقري الأكثر فقرا.. كما أطالبها بالإسراع في التقدم لمجلس الشعب بطلب الاعتماد الإضافي لبرنامجنا الثالث للإنعاش الاقتصادي بمقادر 10 مليارات جنيه.. ومتابعة توجيه هذا الاعتماد لأبناء الريف المصري.. ولمشروعات الصرف الصحي علي وجه الخصوص.. أطالب حكومة الحزب بكل ذلك وبغيره.. وسوف أتابع بنفسي -ويوما بيوم- التحرك المطلوب من الحكومة.. للوفاء بهذه الالتزامات. الإخوة والأخوات.. وفضلا عن قضايا الداخل.. فقد تناول هذا المؤتمر محاور سياستنا الخارجية.. في صلتها بأمن مصر القومي.. وعلاقتها بقضايا أمن إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي.. وتحركها لخدمة جهود التنمية والجاليات المصرية بالخارج.. ودعوني أؤكد لكم من جديد.. أن مصر حاضرة وبقوة بجميع ملفات الوضع الإقليمي بمنطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا.. فذلك ما تحتمه مصالحنا.. واعتبارات الحفاظ علي أمن مصر القومي. نواصل تحركنا من أجل استقرار منطقتنا في العراق ومنطقة الخليج واليمن ولبنان والسودان والصومال ندعم علاقات التعاون بمنطقة البحيرات العظمي الأفريقية ودول منابع النيل.. نتابع دورنا واتصالاتنا إزاء هذه القضايا وغيرها.. واعين لأبعادها ومخاطرها واثقين في قدرتنا علي التعامل معها ومواجهة ما تفرضه من تحديات علي أمن ومصالح مصر ومنطقتها. ستبقي القضية الفلسطينية وقضية السلام شاغلنا الشاغل في تحرك سياستنا الخارجية وسيظل غياب السلام خطرا لا يشغلنا عنه خطر آخر إننا لن نفقد الأمل في السلام وسنظل كعهدنا علي استعداد لدعم كل جهد صادق ونزيه من أجل سلام عادل وشامل ومشرف ينهي احتلال الأراضي العربية.. يعيد الحقوق لأصحابها ويقيم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. والآن ونحن نختتم أعمال مؤتمرنا السنوي فإنني أدعوكم جميعا لأن تحملوا لقواعدكم ودوائركم ومحافظاتكم ما شهده هذا المؤتمر من مناقشات حول قضايا الوطن والمواطنين وما خلص إليه من آراء وتوصيات. وكما قلت لكم أول أمس فإن كوادر الحزب وقياداته مطالبة اليوم وغدا وبعد الغد بتكثيف جهودهم واتصالاتهم مع البسطاء من أبناء الشعب فتلك هي رسالة الحزب وجوهر نشاطه وتحركه. الإخوة والأخوات إن علينا أن نبدأ من الآن الإعداد الجاد للانتخابات المقبلة.. انتخابات سوف نخوضها بانجازات تحققت علي أرض الواقع وبرنامج طموح يستكملها ويضيف إليها انجازات جديدة وسنخوضها بالتزام حزبي وتنظيم مؤسسي عملنا من أجل تطويره وتدعيمه علي مدار الخمس سنوات الماضية. إننا في الحزب وحكومته والوطن نجتاز مرحلة حاسمة بين ما حققناه وما نتطلع إليه وأمامنا الكثير من العمل لمواجهة تحدياتها.. نعم لدينا كغيرنا العديد من المشكلات والصعاب علينا أن نتعامل معها بالجهد الصادق والجاد لا يشغلنا عنها شاغل آخر ولا نلتفت سوي لما يحقق مصالح مصر والمصريين ويتجاوب مع اهتماماتهم وقضاياهم. نمضي في الحزب الوطني مع باقي الأحزاب وأبناء الوطن نحو الغد الأفضل للمجتمع المصري صفا واحدا ويدا واحدة كمصريين قبل أي شيء أو اعتبار آخر وكأبناء لوطن عزيز وعريق نعيش ونموت علي أرضه وتجمعنا تحت رايته وحدة الهدف والمصير. أحييكم وأهنئكم مجددا بمؤتمر ناجح واتمني لكم جميعا كل التوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته