في الوقت الذي عرضت فيه باكستان مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعماء طالبان باكستان، لقي 34 شخصا مصرعهم وأصيب العشرات بجروح في انفجار مدو وقع في مدينة روالبندي الباكستانية علي بعد نحو 500 متر من مقر لقيادة الجيش الباكستاني في المنطقة. ووقع الانفجار أمام فندق "شاليمار" بالقرب من أحد البنوك عندما كان موظفون من بينهم جنود يسحبون رواتبهم. وتعتبر المنطقة ذات حساسية عسكرية بالغة نظرا لقربها من مقر الجيش. من جانبه، رجح مصدر في الشرطة الباكستانية ان يكون الانفجار ناجما عن عملية انتحارية. ووقع الانفجار قرب فندق مجاور لمقر قيادة القوات المسلحة الباكستانية التي تعرضت لهجوم كبير تبعته عملية احتجاز رهائن من قبل كوماندوز ضم عشرة مقاتلين من طالبان الشهر الماضي. وتوقع شاه محمود قرشي وزير الخارجية الباكستاني أن تنتهي الحملة العسكرية في وزيرستان أسرع مما كان متوقعا لها، موكدا أنها ستحقق أهدافها قريبا. وكان الجيش الباكستاني أعلن في بيان له مقتل 9 مسلحين و اعتقال اثنين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية من عملية "طريق الخلاص" التي يشنها في قطاع جنوب وزيرستان. وأضاف بيان الجيش أنه طهر نصف بلدة كانيجرام المهمة من المسلحين، كما اعترف الجيش بمقتل اثنين من جنوده وجرح اثنين آخرين، مؤكدا أن قواته تواصل تقدمها وتضيق الخناق علي المسلحين، فيما يعول مسئولون عسكريون وسياسيون علي أن تحقق الحملة أبرز أهدافها قبل الموعد المحدد. وجاء الانفجار بعد أقل من ساعة من إعلان إسلام آباد مكافأة مالية بقيمة خمسة ملايين دولار لكل من يقدم معلومات تؤدي إلي اعتقال زعماء طالبان باكستان وفي مقدمتهم حكيم الله محسود زعيم حركة طالبان باكستان و18 زعيما اخرين في الحركة احياء او امواتا، حسب اعلانات رسمية نشرت في وسائل الاعلام. وحددت تفاصيل هذه المكافآت في اعلان نشرته صحيفة "ذي نيوز" علي صفحتها الاولي وبثته محطات التلفزة الباكستانية. ويقول الاعلان "لكل من يعتقل هؤلاء الرجال، اموات او احياء، او يقدم معلومات ملموسة ستقدم الحكومة مكافأة مالية". وأضاف النص ان "انشطة هؤلاء الاشخاص الذين لا يهابون الله تسيء ليس فقط الي سمعة قبيلة محسود لكن لكل القبائل كما تشوه صورة باكستان في العالم بأسره". وتابع الاعلان "هؤلاء الاشخاص يجب ان ينالوا عقابا عادلا بالتأكيد. انهم قتلة للبشرية، ساعدوا حكومة باكستان علي القضاء عليهم". علي صعيد متصل، اعلنت الاممالمتحدة أمس سحب موظفيها الاجانب من شمال غرب باكستان بسبب الوضع الامني في تلك المنطقة. وافادت المنظمة الدولية في بيان ان "الامين العام للامم المتحدة بان كي مون اعلن الانتقال الي المرحلة الرابعة (عمليات الطوارئ) في الولاية الحدودية الشمالية الغربية والمناطق القبلية مع مفعول فوري".