ثلاث قصص لثلاثة نماذج من النساء اللاتي قلن "لا" و تمردن علي الوضع المفروض عليهن وهن: نورا و فانتا و قاضي ديمبا. فنورا تلحق بأبيها في إفريقيا بسبب الحجر الصحي لتجد أن الطاغية الأناني الذي عرفته من قبل أصبح اخرس بائسا يقضي ليله في إضاءة القصر الملكي . و فانتا تعلم اللغة الفرنسية بدكار و لكن تضطر للرحيل الي فرنسا لمصاحبة رودي الذي لا يستطيع أن يوفر لها سبل الرخاء و الحياة الكريمة التي تستحقها. أما قاضي ديمبا فهي أرملة افريقية شابة تسعي إلي اللحاق بفانتا بفرنسا بسبب عدم قدرتها علي العيش في بلادها. كل منهن تناضل من أجل الحفاظ علي كرامتها و الحفاظ علي نفسها من الإهانة التي تصر الحياة علي فرضها عليها ويظهر هنا إبداع المؤلفة وطابعها الخاص,فقوة الأسلوب تتخفي وراء الرقة. فكل من بطلات الرواية عبثت الحياة بقدرها سواء في فرنسا أو في إفريقيا ولاحقها العذاب والحزن ،وقد رسمت الجمل الانسيابية للمؤلفة معالم معاناة النساء بأسلوب غني أظهر بدقة المراحل التي تمر بها النفس البشرية لتعبر في لوحات فنية حية عن الواقع المرير لأبطال القصة. وبكل دقة تعبر المؤلفة عن الأحاسيس الصادقة فيما يعد انجازا أدبيا نادرا يتجاوز الخيال ويشعر القارئ بأنه يمر في التواءات وأن صفحات الكتاب تحمل في طياتها نثرا منقحا يحملك بعض الوقت من صحوات الضمير إلي عنفوان المشاعر فالكتاب في المجمل يعد صراعا ضد عبثية وفوضوية الحياة.