امرأة في منتصف الثلاثينيات ترتدي الأسود، وحيدة تجلس علي مقعد في الجانب الأيسر من المسرح،خلفها ساعة حائط ، وأمامها منضدة خشبية ، فوق المنضدة مسجل صغير ومجموعة من أشرطة الكاسيت، وعلي يمينها حوض استحمام كبير يعلوه صنبور ماء، وفي الخلفية في الجانب الأيمن من المسرح مجموعة من الفساتين الملونة أزرق، أحمر، أخضر مرصوصة بالتجاور، ومعلق فوق كل منها إكسسوار وحذاء من نفس لون الفستان، وبجانبها مرآة طويلة. هذا هو المشهد الأول من النص المسرحي الطريقة المضمونة للتخلص من البقع للمؤلفة رشا عبد المنعم، التي ترجمته هالة كمال في فبرابر الماضي للغة الإنجليزية خلال ملتقي دول البحر المتوسط الذي تقيمه مكتبة الإسكندرية كل عام برعاية المخرج المسرحي محمود أبو دومة، العرض قدم مرتين في المرة الأولي قدمته المخرجة ريهام عبد الرازق بمهرجان نوادي المسرح الذي أقامته هيئة قصور الثقافة مؤخرا وحصد أكثر من جائزة أما في المرة الثانية فقدمته الممثلة مني هلا مع المخرج سيد الرومي في مهرجان مسرح المرأة بالمغرب تحت عنوان one woman show. العرض يتناول قصة امرأة تسترجع ذكرياتها مع زوجها الذي اعترف ببساطة بخيانته لها فتحاول الانتقام منه بوضعه في مادة كاوية حتي تتخلص منه أو من البقعة التي سببها لها في حياتها كما سيأتي علي لسانها طوال العرض فهو عرض مونودراما أي قائم علي تمثيل البطلة بمفردها علي خشبة المسرح وهذه مقتطفات بسيطة من الحوار: ناس كتير وجودهم في حياتنا مش أكتر من بقعة، بقعة كبيرة وناشفة، بقعة ما ينفعش معاها محاولات الغسيل المتكرر، بقعة جامدة، زي بقعة دم كبيرة، بعد ما نشفت دلقوا عليها عصير مانجة وعناب، وعاصوها بطيخ حمضان مطبوخ بلية ........، بقعة زي دي ليه تحتفظ بيها في حياتك لوكنت تقدر تمحيها؟، إلا إذا كنت من هواة جمع البقع. رغم أنه كان عارف إني ما بكرهش حاجة قد البقع إلا أنها كانت العلامة الوحيدة اللي سبهالي. تعود لتقف وتظل تقلب مادة الصودا الكاوية في حوض الاستحمام بالملعقة الخشبية، وتتصاعد الموسيقي، نسمع صوت رنين التليفون لكنها لا تتحرك ولا تعبأ به: فيه ست تانية في حياتي... غلطتك مش غلطتي، انتي اللي خلتيني ابص بره،كل مسلسلات التليفزيون والأغاني والأفلام العربي بتقولها : لو خنتي راجل فانتي مجرمة ودي غلتطك، ولو الراجل خانك فدي غلتطك برضه، أنا المسئولة عن منح و منع تصاريح الخيانة. كنت أضعف من الحب لأنك كنت مليان بقع، ماتقلقش كلها شوية وأخلصك من البقع اللي جواك ودي آخر هدية أقدر أقدمها لك. تدق الساعة، يضاء المسرح، نراها جالسة وهي مازالت ممسكة بالفستان الأبيض تنظر إلي حوض الاستحمام: دلوقتي انت بتتبخر كلها ساعة و مش هيفضل منك حاجة حتي العضم هيتبخر، أخيرا هوصله أنت كده اتبخرت تماما ومابقاش فاضل منك حاجة، ومابقاش فاضل جواية حاجة وحشة ليك، البقعة اللي عملتها لي راحت خلاص، ورجعت صافية، طاهرة، سامحني لو سببتلك أي ألم، ما كانش قصدي أألمك.أقصدي أطهرك.