قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" إنه لا يريد أن يغلق بابا أمام المصالحة الفلسطينية، وأنه لا يقبل وسيطًا إلا مصر فهي التي بدأت وهي التي تحملت كل التبعات والشتم والسب والتضحيات، وهي المؤهلة جغرافيا وسياسيا وتاريخيا لذلك، وعزا أبومازن تراجع حركة حماس عن المصالحة إلي ضغوط إقليمية تعرضت لها، وفي نفس الوقت كشف عن أن تدخلات دولية قد طالبته بألا يتجه إلي المصالحة الفلسطينية لكنه رفض هذه التدخلات. ورفض أبومازن افتراض أن أطرافًا عربية تريد أن تسرع حل الأزمة السياسية في لبنان وفق قاعدة "لبنان أولاً" علي حساب الوضع الفلسطيني، وقال: لا أري هذا، ونحن نؤيد أن تحدث انفراجة في المسار السوري، وطالب جامعة الدول العربية بأن تعلن وفق ما هو مقرر في اجتماع سابق لوزراء الخارجية العرب من هو الطرف الفلسطيني الذي عطل المصالحة. جاء هذا في لقاء عقده أبومازن في قصر السلام بمصر الجديدة، حيث أقام في القاهرة لساعات، إذ صرح لرؤساء تحرير أربع صحف قومية مصرية "روزاليوسف- الأهرام- الجمهورية- الأخبار" بأن لقاءه أمس مع الرئيس مبارك قد تناول موقف المصالحة والسيناريوهات التالية، والموقف في ملف جهود السلام، معلنًا أنه ملتزم بنصوص النظام الأساسي الفلسطيني الذي يجبره علي إعلان تنظيم الانتخابات في الضفة والقطاع في يوم 25 يناير المقبل، مشيراً إلي أنه سوف يعلن قراره بخصوص ذلك قبل يوم 25 أكتوبر. وحول ما إذا كان من الممكن عمليا أن تتم الانتخابات في الضفة والقطاع في ظل الظروف الحالية بين فتح وحماس، قال إن واجبه القانوني هو إعلان القرار ثم يترك الأمر للجنة الانتخابات أن تقرر ما إذا كان من الممكن إجراء الانتخابات في الضفة والقطاع فهذا اختصاصها مرحبًا بأي رقابة دولية وعربية وإسلامية علي تلك الانتخابات. أبومازن الذي أشار إلي أن وثيقة المصالحة التي أعدتها مصر كانت تطلب تأجيل الانتخابات إلي 28 يونيو المقبل، حمل حماس مسئولية فشل المصالحة، وقال إنهم استغلوا تقرير جولدستون في الصخب حول ذلك، لكنهم حين أصدروا بيانًا في دمشق لم يأتوا علي ذكر التقرير، وفي هذا الخصوص قال أبومازن إنه رغم كل الخلافات مع حماس سوف يدافع عن أي فلسطيني يتهم بسبب ما جاء في تقرير جولدستون ولو كان من حماس ما دام رئيسًا للسلطة الفلسطينية. وفيما يلي الخطوط العريضة للقضايا التي تناولها الرئيس الفلسطيني في حواره، والإجابات عن الأسئلة التي طرحت عليه: 1 - طالب أبومازن جامعة الدول العربية بأن تحدد من هو المسئول عن تعطيل المصالحة.. التزامًا بقرار سابق، وأنه فيما مضي كان يقال حين يتعطل الحوار أن مصر لم تزل تدير الحوار رغم مصاعبه، لكن ها هي مصر تقول إن فتح قد وافقت علي الوثيقة وأن حماس قد تلكأت. 2 - أشار أبومازن إلي أنه اطلع ثلاثة رؤساء خارجية عرب قبل اللقاء الثلاثي في واشنطن مع أوباما ونتانياهو علي فكرة اللقاء، بالإضافة إلي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وأن الخطوة لقيت ترحيبًا، من حيث الشكل وأنه حرص عليها من أجل التأكيد علي مرجعية المفاوضات وتفعيل الجهود في اتجاه التفاوض. 3 - قال الرئيس الفلسطيني إن رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة قد اطلعته علي أنها قدمت إلي الإدارة الجديدة تقريرًا من 11 ورقة تؤكد فيه قيام السلطة بكل التزاماتها، وأن هذا التقرير قدم بناء علي طلب منه إذ قال له الرئيس بوش: إنه قد قام بكل ما عليه من التزامات، قبل أن يغادر موقعه كرئيس. 4 - أشار إلي أن السلطة لا تختصر الملفات الفلسطينية في موضوع الاستيطان، ولكنها تؤكد ضرورة وقفه ، وأنها ترتضي رقابة الجهات المدنية الإسرائيلية علي مسار الاستيطان، وأنه حريص علي مرجعية المفاوضات التي تقوم علي الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة في عام 1967. 5 - اطلع الرئيس الفلسطيني رؤساء التحرير الأربعة علي تسجيل لمجريات مناقشة تقرير جولدستون في مجلس حقوق الإنسان، يتضمن قول مندوب باكستان رئيس المجموعة الإسلامية بالنيابة عن مجموعة عدم الانحياز والمجموعة العربية والمجموعة الأفريقية طلب تأجيل مناقشة التقرير، وقال: إنه لم يوجه لومًا إلي أي من المسئولين في وزارة الخارجية الفلسطينية بشأن هذا التأجيل، وبرره بأن الأطراف المختصة لم تكن قد اطلعت علي مضمون التقرير وقت اقتراح مشروعين عربي وأمريكي مناقض، وأنه شخصيا يتحمل كل شيء بخصوص موضوع التقرير وتأجيله ثم التصويت عليه مجددًا في مجلس حقوق الإنسان. 6 - قال الرئيس أبو مازن إن من مصلحة الفلسطينيين أن تجري مصالحة عربية بين كل الأطراف العربية، وأنه يشجع تمامًا أن تحدث انفراجة في المسار السوري، وأنه مستعد لزيارة سوريا إذا وصلته دعوة بعد أن تأجلت زيارته الأخيرة بناء علي طلب سوريا، كاشفا أنه اقترح لتسهيل قضية شبعا علي بان كي مون أمين عام الأممالمتحدة أن تودع تحت سيطرة الأممالمتحدة حتي ينتهي الخلاف عليها بين سوريا وإسرائيل، وأن عمر هذا الاقتراح أكثر من عام.