قبل نحو عامين خرجت المذيعة اللامعة سلمي الشماع رئيس قناة النيل للمنوعات إلي المعاش، وتركت القناة التي أسستها ليتحول اسمها بعد ذلك إلي "لايف"، وهكذا خرجت من التليفزون إلي البيت دون أن يفكر أحد من أهل ماسبيرو في الاستعانة بخبراتها. صحيح أن لنا قانونًا يحدد سن التقاعد في المناصب الإدارية القيادية، لكن هذا القانون لا يعني اغتيال المبدعين بأي حال من الأحوال.. وفي الإعلام كما في الصحافة يخرج المسئول من منصبه عند عمر معين لكن ينبغي ألا نأمره بالتوجه للبيت والتوقف عن العمل والإبداع والتضحية بكل الخبرات العملية والحياتية التي يتمتع بها. في العالم كله لا يحال الصحفي أو مقدم البرامج للتقاعد عند سن معينة، وإنما إذا توقف عن التطور وتراجعت نسبة قرائه أو مشاهديه، لذلك فإن لاري كينج أشهر مقدمي البرامج في السي إن إن وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفي العالم لم يقل له أحد تفضل علي بيتك لأنك أكملت الستين عاما. سلمي الشماع من هذه النوعية من الإعلاميين عرفها المصريون جيدا حين قدمت برنامج النادي الدولي مع سمير صبري وكان أشهر برنامج في وقتها، قبل أن تنتقل لباريس لتعمل في راديو مونت كارلو ثم عادت لتقدم برنامجها الشهير جدا زووم، ثم أسست وترأست قناة النيل للمنوعات. وقد شعرت بالحزن لغيابها عن الشاشة الفضية وعدم الاستفادة من خبرتها حتي فوجئت بها تدعوني في برنامج أسبوعي تقدمه علي قناة أون تي في اسمه مع سلمي، لن أتحدث عن البرنامج لأنني كنت ضيفا فيه، وإنما عن عقلية إدارة الإعلام الخاص، فقد رأي نجيب ساويرس صاحب المحطة الاستعانة بسلمي الشماع ونجوميتها.. ولم يفكر كثيرا في موضوع التقاعد عن العمل أو العمر الافتراضي للعاملين بالإعلام. وكما شعرت بالحزن لغياب سلمي الشماع عن الشاشة شعرت بالسعادة لعودتها، وتألقها مرة أخري لكن هذه المرة ليست علي شاشة التليفزون المصري المصّر علي أن زمار الحي لا يطرب.. لكن حين يسمع طربه في مكان منافس يحاول إعادته بأي شكل.. وبأي ثمن!