يتبقي من أسباب فشل الحياة الزوجية ثلاثة أسباب.. وبالرغم من دقة بعض الأسباب التي يبديها الكاتب، توجد أخري لا تتصل بالواقع أبدا.. كما أن الحديث عن قيام الأزواج بإنهاء العلاقة الزوجية وأسبابهم في ذلك ووجهة نظرهم التي تقود إلي إنهاء الزواج من عدمه، كل هذه تؤصل لفكر ذكوري يهمل أن للزوجة هي الأخري أسبابها، ورأيها، ومشاعرها من ناحية الزواج، كما يهمل أن لها هي الأخري إرادة في الاستمرار في الزواج أو إنهائه.. وعلي سبيل المثال عندما يقول الكاتب (إنها إنسانة سلبية) لذلك يتركها زوجها، يصير التفسير منقوصا والسبب قد يكون معكوسا.. أي أن السلبية قد يتصف بها الرجل كما تتصف بها المرأة.. وعلي ذلك، يصح أيضا أن تترك الزوجة زوجها السلبي.. وعموما يقصد الكاتب بالسلبية عدم محاولة التغيير إلي الأفضل.. وبخاصة ما يتعلق بإضفاء البهجة علي الحياة الأسرية بوجه عام، والاعتقاد بأنه لا يوجد شخص سعيد طوال الوقت، وهو اعتقاد يؤدي بصاحبته - أو صاحبه - بعيدا عما يقوله الكاتب - لعدم محاولة إيجاد السعادة وبالتالي يوصف بالسلبية.. وهو سبب حقيقي لنفور الطرف الآخر من الحياة، فمن منا يستطيع العيش في كآبة ودون بعض أوقات من السعادة؟ ويبقي الاعتقاد الخاطئ أن الزوجة غالبا هي الطرف (النكدي) وقد رسخ الموروث الشعبي من أمثال، لأفلام، لحكايات، وحتي الكاريكاتير لهذه الفكرة التي لم تثبتها أية أبحاث.. وقد يكون الطرف (النكدي) علي أرض الواقع هو الرجل.. ويسوق الكاتب سببا ما يزال الجدال قائما حول صحته وهو (اعتراض الأهل والأصدقاء).. إذ يعتقد الكاتب أن عدم قبول الأهل لزوجة الابن واعتراضهم علي الزواج منذ البداية قد يكون من الأسباب الرئيسية في إنهاء الزواج ولو بعد فترة.. وينطبق السبب نفسه علي الزيجات التي لا يتقبل فيها أهل الفتاة الطرف الآخر الذي اختارته هي، ثم يضطرون للموافقة الظاهرية تحت ضغط ولكن تبقي مشاعر عدم القبول داخل الأسرة وقد تخرج في شكل تفسيرات خاطئة متحيزة ضد زوج الابنة أو زوجة الابن طوال الوقت، مما يؤدي مع تكرار ذلك إلي مشكلات حقيقية بين الطرفين.. ويقلل بعض المتخصصين من خطر هذا السبب معتمدين علي قوة الزوجين وتفاهمهما ومعرفتهما المسبقة بموقف العائلة من الزواج.. كما يشجع بعض مستشاري الزواج الخطيبين علي إتمام الزواج بغض النظر عن موقف الأسرتين.. وأخيرا يحمل الكاتب الأزواج سببا واحدا في إنهاء الزواج وهو إهمال مشاعر الزوجة واعتقاد الزوج دائما بأنها ستهدأ بعد قليل، وستستعيد نشاطها من تلقاء نفسها، ولن تغضب منه أبدا لأنه هو أيضا منشغل.. ولكن تراكم هذه المشاعر لدي الزوجة وشعورها بإهمال الزوج لها قد يدفع إلي فشل الزواج.. والحقيقة هنا أيضا أن هذا قد يحدث بالعكس وقد تهمل الزوجة مشاعر زوجها والنتيجة واحدة.. يبقي أن الزواج علاقة بين طرفين يتسبب كلاهما معا في إنجاحها من عدمه.