بتعديل طفيف في المشهد السينمائي إعادة نسخه حكيه في كلمات الذاكرة أقصد اعتماداً علي الذاكرة يلفتُ توم هانكس نظر سالي فيلد أثناء حديثها إلي أن مربية أطفال كانت لديها وتُدعي تشارلز مانسون هي مادة ممتعة كوميدية تستطيع سالي استخدامها في عرضها الاستعراضي تشك سالي وتوم يؤكد القاتل الروحي لشارون تيت الشاعر أيضاً زعيم الهيبي يهَوِّدُ طفلاً بأغنيته لا بد أن تكون هناك بداية إن الصفر ليس آخر الأرقام بعد الصفر تبدأ من جديد أرقام من لا شيء أصبح كل شيء ودائماً لا شيء علامة علي مولد أشياء الذاكرة نعم يسأل توم هانكس مُذكِّراً من مقعده علي البار سالي فيلد عن اسم مربية أطفالها السابقة تردد سالي بآلية مُغيبَة عن لمسة الكوميديا تشارلز مانسون يضحك الجمهور يكرْكِع يبلل توم إصبعه في الهواء لسالي بأن هذه واحدة ويصل سلمان رشدي في حواره مع إدوارد سعيد إلي نقطة تضع دون كيخوتية إدوارد سعيد الثورية موضعاً حرجاً العودة مرة ومرَّات للحكاية نفسها ألم يصبح الأمر متعباً حقنة لياقة وشياكة من إدوارد سعيد كما تعود أنتَ مرة ومرَّات في روايتكَ أطفال منتصف الليل إلي الحكاية نفسها أنتَ تعرف منتصف الليل لكنكَ تبدأ من جديد مفعول الحقنة يسري في عروق سلمان رشدي ومع هذا حكاية إدوارد سعيد حكاية نضال سياسي وحكاية سلمان روائي حكاية نضال روائي شطارة روائية الستارة المثقوبة في أطفال منتصف الليل مشهد رئيس ملحمي طبيب جد الراوي يعاين مريضة جدة الراوي من وراء ستارة بيضاء بها ثقب يحملها ثلاث جوار أشباه جوار أشباه وصيفات وأب مقيم يراقب لقمة للغرب مغموسة بالكاري والفلفل الحار الإجزوتيكي وفات الأخ سلمان رشدي الروائي الكبير تأسيس المشهد ميزانسين لماذا ثلاث جوار جارية من طرف وأخري من آخر وماذا تفعل الثالثة والمريضة أهي جالسة واقفة نائمة بالطول بالعرض بالورب الحركة كيف والأب أين المهم المعني من وراء الستارة تتحسس يد الطبيب في كل مرة موضعاً مُصاباً جديداً قصة حب والغرب ريالته سائلة سحر هندوس ومسلمون حروب أهلية مستعمر إنجليزي كولونيالي جريح من فقد فردوسه علي وشك الرحيل مَنْ يستطيع التدقيق في ميزانسين الحركة المشهد الرئيس يا عَالَم يا هوووه يا بتوع الرواية المشهد مش راكب لغة المهنة المهم سحر المشهد الستارة بثقبها الأسطوري في ذاكرة الراوي كلاكيت تاني مرة مين إللي بيتْحرَّك علي مين المريضة وراء الستارة ولاَّ الستارة أمام المريضة ولاَّ الاتنين بيتحركوا مع بعض عكس بعض والتالتة بتعمل إيه والمريضة قاعدة واقفة نائمة علي إيه مصطبة كرسي كنبة والأب واقف فين وماعندوش حجة الاقتصاد الفني الرواية قريبة من سبعمائة صفحة الكاري هايل لمعدة الغرب الذاكرة أقصد اعتماداً الذاكرة الكافيار الأوكراني وقوائم الأطعمة وأغاني البلوز وخطوط السكك الحديدية وجملة العطف والصفات والنعوت وهي تأخذ نفس الحكم الإعرابي بتكرارها اللا نهائي ومُفارقة أن النعت لا يضيف جديداً إلي الجملة رغم طولها المفتوح علي اللا نهاية والألفاظ المُركَّبة المبنية مثل هربت الكلمات شَغَرَ بَغَرَ وكذلك شَذَرَ مَذَرَ بمعني متفرقة أو هذا كاتب شيطان نيطان والخلاف النحوي في عدد الحروف التي يجري بينها الإبدال الصَّرفي وهي ثمانية وقد جمعها القول طَوَيتُ دائماً كما ورد عند السُّيوطي وتسعة عند ابن مالك ويجمعها القول هَدَأتَ مُوْطِياً وعشرة يجمعها القول إصطدته يوماً وأحد عشر يجمعها القول أجِدْ طَوَيت منها كما جاء في حاشية الصبَّان واثنا عشر يجمعها القول طال يوم أَنْجَدْتُهُ كما عند أبي علي القالي وأربعة عشر يجمعها القول أنجدْتُهُ يوم صال زُط أو القول أنْصَتَ يوم زَلَّ طاهٍ جَدٌّ وخمسة عشر يجمعها القول إستنجَدَهُ يوم صال زُط كما عند الزمخشري ما زلتُ في الأربعين وأنا علي الدرب عشر سنوات فقط طوبي للقدريين الوراثيين في أعناقهم المصير ذاته علي الأقل أفضل من الإصابات المبكرة جداً بروست في العاشرة من عمره مُجبر يا عيني مُجبر يا كِبْدي مُجبر يا وَلَدَاه علي جرعات الكونياك وقت الأزمة أوامر الطبيب براءة وكحول طفولة مغدورة ومع هذا هناك الجانب المَرِح يستطيع مريض الربو بحرفة وحذر فصل كرة من البلغم المتماسك المرن الجاثم علي الصدر وقذفها لمسافة بعيدة علي أهدافٍ مادية ومعنوية وكأنها رمية من غير رام رصاصة تخرج من الفم قد لا يستطيع مريض الربو تقدير حجم كرة البلغم تقديراً صحيحاً من باب كُحْ علي أدَّكْ فيتحرك البحر الراكد كله ويختنق المريض الحرفة والحذر يتطلبان اختبار عمق البحر الراكد بمجس النحنحات والسعال المكتوم تارة والمغامر طوراً قد يكون حلم البلغمي الرومانسي هو أن يخلع في بصقةٍ واحدة ثوباً بغيضاً عن جسده سلام من أعماق القلب لكل المصدورين سلام مربَّع للأنفاس القصيرة المتلاحقة اللاهثة الآخذة الهواء من أعلي نقطة لكم وحدكم السلام سلالة واحدة صدر واحد نَفَس ضيق واحد سعلة واحدة بصقة بلغم واحدة أبعثها إليكِ من الساحل الأخضر مُعرَّقة بشرايين من الساحل الأحمر رصاصة تخرج من الفم إلي الفم. [email protected]