عندنا جامعات عمرها يزيد علي المائة عام وفيها آلاف الدكاترة في العلوم والفنون والإدارة والمحاسبة والتربية والزراعة والطب وعلي الرغم من ذلك خرجنا من مونديال تصنيف أفضل 005 جامعة عالميا!، لأنه يبدو أن الدولة تهتم بالعوالم أكثر من العلماء فالسفارات تفتح أبوابها أمام الراقصات بينما يدوخ شباب المبعوثين العشر دوخات!. وعندنا حكومة تتحدث عن التحسن والازدهار الاقتصادي في وقت ترتفع فيه الأسعار، حكومة تتحدث عن التنمية والتطوير في وقت اختفت فيه معالم معظم شوارع المدن من كثرة الاشغالات والقاء القاذورات ووجود عجز في وسائل التخلص من القمامة!. عندنا حكومة تتحدث عن الاستقرار والتعمير في وقت تضاعفت فيه المظاهرات والاحتجاجات والأزمات وحوادث السيارات والقطارات!. عندنا حكومة تتحدث عن اتساع مظلة التأمين الصحي عاما بعد عام في وقت تأجلت فيها المدارس والجامعات لوجود نقص في أوجه الرعاية الصحية!. عندنا أكاديمية للبحث العلمي لم توافق الحكومة علي منح رئيسها جائزة علمية لأن أبحاثه لم تتوفر فيها المعايير الحكومية!. عندنا حكومة تتحدث عن مجانية التعليم في وقت وصلت فيه الرسوم الدراسية في بعض الكليات لبعض التخصصات وفي الجامعات الحكومية حوالي 00021 جنيه!. عندنا مؤسسات وجامعات ومصالح لكل منها إدارة علاقات وبطانة من المستشارين لا شغل لهم في العادة إلا الإشادة بحكمته والإفاضة بعبقريته والمعجزات، عندنا مسئولون يتحدثون فيما لا يعرفون وحين تتم مواجهتهم لا يفصحون بل يكتفون بالتلميح دون التصريح ولعل آخر تلك التصريحات هي ثرثرة الكلام عن صرف المقابل المالي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات المصرية من مشروع زيادة الدخل مقابل تحسين جودة الأداء!، وفي جامعة طنطا لم يتم صرف مستحقات أعضاء هيئة التدريس عن العام الماضي سوي قيمة الربع الأول والربع الثاني وفقط والمسئولون بيقولوا إن ثلاثة أرباع مستحقات الربع الثالث للعام الماضي قد وصلت وسيتم صرفها بعد العيد، وكأن الجودة بقت جودة إلا ربع! نفسي مسئول واحد يقول إنه المسئول عن التأخير والتخفيض!، ويشرح ويصرح ليه ده حصل ولا كله بقي من غير ليه ويقولوا شفافية!، المصيبة أن الجودة تعني فعل الشيء الصحيح من أول مرة وفي كل مرة ولا الجودة في بلدنا بقت جودة إلا ربع!.