فرضت حرب أكتوبر المجيدة روحاً مختلفة لكل من عاصرها أو كان قريباً منها تاركة بداخله روح التحدي والاستبسال والتفكير وصناعة القرار كان من بينهم ضابط مهندس علاء فهمي رئيس هيئة البريد المصري الحالي والذي كان معه هذا الحوار: * كيف كان عملك في القوات المسلحة بعد تخرجك؟ - خلال فترة دراستي عاصرنا حرب الاستنزاف وانتصارات 73 حيث أني خريج دفعة 75 لالتحق بالقوات الجوية وخلال فترة عملي البالغ مدتها 25 عاماً عملت في أنظمة الشبكات اللاسلكية والنظم الملاحية ونظم المعلومات وشبكات الحاسبات وكلها كانت تخصصات ذات مهمة داخل القوات المسلحة في هذا التوقيت خاصة من عمليات التأهيل والتطوير التي كانت تحدث في هذه السنوات . * كيف كانت هذه الفترة؟ - الجيش كان في هذا التوقيت يعمل كخلية النحل للعمل علي تغيير قطع الغيار للأجهزة والمعدات بطرق مختلفة لإطالة عمرها الافتراضي، تسخير جميع القدرات التدريبية منها والقتالية وهو ما ظهر في استخدام طائرات التدريب الخاصة بالكلية الجوية في الطلعات خلال حرب أكتوبر بفضل قيادة حكيمة باسلة للقوات الجوية في ذلك الوقت استهدفت النصر. * كيف كانت حياتك العسكرية علي الجانب الشخصي؟ - أنا علي الجانب الخاص بي تخرجت من الكلية الفنية العسكرية بتقدير عام ممتاز وكنت من العشرين الأوائل علي دفعتي وتدرجت في معظم المناصب القيادية والفنية والإدارية حتي وصلت إلي رتبة عميد كما حصلت علي نوط الواجب العسكري ونوط الخدمة الطويلة كما حصلت علي ميدالية التفوق العلمي والرياضي. * ولماذا تركت العمل العسكري وتوجهت إلي العمل المدني؟ - اختلف أن قلت إنني عملت مدنيا بشكل مختلف عن العمل العسكري فسمات الحياة العسكرية تظهر في الحسم واتخاذ القرار وهو ما نفعني في عملي الحالي فأنا أتصرف حسب تربية القوات المسلحة كقائد لمجموعة ابدأ بنفسي في إنجاز العمل بروح وقتال كما أني طبقت مبدأ توزيع المسئوليات فكل موظف قائد في منطقته يأخذ قراره بنفسه ثم التصديق عليه من الجهة الأعلي بما يطبق مبدأ اللامركزية واتخاذ القرار والتنسيق الكامل مع القيادة المباشرة. وهل هذا مطبق في هيئة البريد حاليا؟ - من بداية عملي في البريد قمت بوضع استراتيجية جديدة مضمونها تقسيم المناطق علي مستوي الجمهورية لتصل إلي 38 منطقة لها قياداتها وكل خمس مناطق لها رئيس قطاع ليصل الأمر إلي 8 قطاعات تنتهي برئيس هيئة البريد مع العلم أن القرارات تتخذ بنفس أسلوب المدرسة العسكرية وبنفس الترتيب مع ترك مساحة لحرية التحرك لأننا في نهاية الأمر هيئة اقتصادية.