لم يكن يتوقع أحد في تسعينيات القرن الماضي أو حتي من فترة زمنية قريبة أن يأتي يوم وتصبح هناك سلعة تباع لترقيع الفتاة لكي تستعيد بكارتها علي شكل قطعة غيار يبلغ ثمنها 85 جنيها مصريا فتجد كل فتاة أو شاب يريد أن يغرر بفتاة وسيلة لارتكاب ما يريدونه من فاحشة لأنه في النهاية سيجد الحل بسيطًا وهو قطعة من رقعة غشائية صينية يتم تركيبها مكان الغشاء الأصلي فتستعيد الفتاة عذريتها أمام المجتمع ولا يكتشف أحد تفريطها في شرفها ويصبح المجتمع مبتلي بوسيلة تذلل العقبات لسوء السلوك وارتكاب الزني للفتيات حتي أصحاب الظروف الصعبة منهن. والمشكلة في حقيقتها هي مشكلة تربية أمام مواجهة هذا الغشاء الصيني الشيطاني، فلم نعد نثق في تربيتنا لأبنائنا وبناتنا بالشكل الذي لا نهتز فيه لمثل تلك الوسائل الرخيصة التي تفتح باب الفساد الكبير، وعلي الرغم من رفض وزارة الصحة ونقابة الصيادلة تداول مثل هذا الغشاء إلا أنه لا يخفي علي أحد أن هذا المنتج هو من ضمن آلاف المنتجات الصينية التي يمكن أن تدخل البلاد بسهولة ويسر فيتم تداولها دون أن تتم القدرة علي منعها، وهو ما اعترفت به نقابة الصيادلة من أنها لا تستبعد تداول هذا الغشاء في مصر من خلال عيادات الأطباء الذين يعملون في الخفاء في ترقيع البكارة جراحيا. إن مسألة غشاء البكارة الصيني ليست مجرد منتج صيني جديد رخيص الثمن كما هو الحال لكثير من منتجات الصين التي تحاول بها الصين السيطرة علي العالم اقتصاديا وإنما هو منتج لنشر الفساد في الأرض تحاول به الصين نشر ثقافة الرذيلة في المجتمعات الإسلامية، ومن الواجب فعلا أن تفرض عقوبات رادعة وحازمة علي كل من يكتشف تسهيله لترويج هذا المنتج في مصر، وخيرا فعل الدكتور عبدالمعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية حين أفتي بأن جلب أو استيراد غشاء البكارة الصيني هو إفساد في الأرض ينطبق عليه حد الحرابة. فكل من يجلب مثل هذا الغشاء إنما يهون ارتكاب الفاحشة ويغري ضد التمسك بالقيم الأخلاقية، وينشر الفساد لأن ترويج غشاء البكارة المصطنع يهدم جدار التربية ومن يروج لهذا الغشاء هو محارب لدين ومشجع للرذيلة وينطبق عليه حقا لقب مفسد في الأرض. وفي الحقيقة إن ظهور الغشاء الصيني وغيره من المنتجات الأخري التي لا تتفق مع مجتمعاتنا سببه اعتمادنا علي منتجات الغير، وعدم قيامنا بإنتاج ما نريده حتي لا نجبر علي فتح الباب لمنتجات دولة لا تعرف عن قيم الإسلام شيئًا سوي العادات والتقاليد التي تنتشر في المجتمعات الإسلامية، لأنها روجت لغشاء يواجه مجتمعًا ولا يراعي دينًا. واقترح لو أن مصر قامت بالاتفاق مع الصين بحظر تداول منتجاتها التي لا تتفق مع ديننا وأخلاقنا وأن تكون هناك جدية في المتابعة علي جميع الجهات وليس تحميل وزارة الصحة ونقابة الصيادلة الأمر كله، وليحفظ الله بلادنا من نشر الرذيلة لأن فيها هلاكًا الأمم وضياعها.