كشفت صحيفة الجارديان البريطانية أمس أن اعتراف إيران بوجود مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم قرب مدينة قم قد يعجل من تشديد العقوبات عليها ويقرب الصدام بينها وبين العالم حول برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن مسئولين غربيين قولهم إن المعلومات حول المفاعل الجديد قرب مدينة قم توفرت لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والفرنسية منذ شهرين، لكن تم تبادلها في اللحظات الاخيرة قبل أن تبلغ ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالمفاعل. وتضيف الصحيفة أن المفاعل يمكن أن يستوعب ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي مستخدم في تخصيب اليورانيوم. مشيرة إلي أنه إذا تأكدت تلك المعلومات يكون المفاعل أكبر من كونه تجريبيا، كما تقول ايران، وأيضا أصغر من أن يكون مخصصا لانتاج اليورانيوم منخفض التخصيب المستخدم في انتاج الطاقة الكهربائية مما سيعزز الشكوك في أن إيران تعمل علي برنامج سري لانتاج قنبلة نووية. وتوضح الصحيفة أن مفاوضات جنيف الاسبوع المقبل بين إيران من جهة وأمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا ومعهم روسيا والصين ستكون حاسمة في مسألة تشديد العقوبات علي طهران.وأشارت إلي أنه إذا كانت الصين تتمسك بموقفها المعارض لمزيد من العقوبات علي ايران، إلا أن روسيا غيرت لهجتها لتكسب المعارضة الدولية للبرنامج النووي الإيراني حليفا جديدا. وفي إطار توالي ردود الفعل علي الكشف عن المحطة النووية الإيرانية الثانية بعد إدانة أمريكا وبريطانيا وفرنسا، قالت منظمة الأممالمتحدة في بيان أمس إن بان كي مون الأمين العالم للمنظمة أبلغ الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد في اجتماع بنيويورك علي هامش جلسات الجمعية العامة للمنظمة إنه يشعر بقلق بالغ إزاء قيام إيران بتخصيب اليورانيوم. وجدد بان كي مون مطالبته لإيران بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي والتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال أيضا إنه يجب البدء في محادثات بناءة حول هذا الشأن في أقرب وقت ممكن. وعلي الجانب الروسي ، فقد أعلن الرئيس ديمتري ميدفيديف، في مؤتمر صحفي عقده في ختام قمة العشرين أمس، أن إعلان إيران وجود موقع إيراني ثان لتخصيب اليورانيوم، مفاجأة غير متوقعة للعالم أجمع ، مضيفاً أنه بناء سري ومصدر لقلق عميق. أما وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان فقد أكد أن الكشف عن وجود منشأة نووية ثانية لتخصيب اليورانيوم في ايران يستدعي "ردا لا لبس فيه" من قبل القوي العظمي لدي اجتماعها مع طهران في الاول من أكتوبر بجنيف. ومن جانبه، اعتبر وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس أن هجوما عسكريا محتملا ضد إيران لن يؤدي إلا إلي كسب الولاياتالمتحدة وحلفائها "مزيدا من الوقت" وتأخير البرنامج النووي الايراني "من سنة الي ثلاث سنوات". وأوضح جيتس أن ادارة اوباما لا تستبعد فعلا اللجوء إلي السلاح لحمل الجمهورية الاسلامية علي وقف تخصيب اليورانيوم الذي تعتبره واشنطن جزءا من برنامج يرمي إلي صنع أسلحة نووية ، لكنه قال إن الوقت ما زال متاحا للخطوات الدبلوماسية وفرض عقوبات جديدة. وأشار جيتس إلي أن الطريقة الوحيدة لمنع ايران من حيازة السلاح النووي هي أن تدرك الحكومة الايرانية أن هذا السلاح يضعف أمن البلاد بدلا من أن من يرسخه. ومن جهة أخري، أكد وزير خارجية فرنسا برنار كوشنير أن بلاده لا تؤيد خيار توجيه ضربة عسكرية لايران كما أنه شخصيا لا يحبذ العقوبات الاقتصادية التي تؤثر سلبا علي حياة الناس لا سيما الفقراء.