سوق فريد من نوعه يقع في قلب الاسكندرية امام سنترال المنشية يضم جميع الحرف المنقرضة من حدادة ونجارة واصلاح وتصنيع الشنط ومطابع يدوية وغيرها من حرف تراثية قديمة. انه السوق الفرنساوي اقدم واندر اسواق الاسكندرية الذي اكتسب اسمه من ملكية الفرنسيين له قديما. "روزاليوسف" قامت بجولة داخله.. حيث سوق ضخم يضم مالا يقل عن 160محلا ويطل علي اربع شوارع رئيسية ويعلوه طابقان من جميع الجوانب بها شقق كلها إيجار قديم. في البداية تقابلت مع الحاج فاروق محمد حسن 76 سنة صاحب محل تصنيع واصلاح شنط وموجود في السوق من 40 سنة بعد ان استأجر الورشة من المرحوم محمد قاسم صاحب السوق وقال :كنت ادفع ايجارًا شهريًا 4جنيهات ولكن الايجار ارتفع الان الي 60جنيها؛ ويتحسر عم فاروق علي الايام الخوالي في السوق عندما كانت " الرجل" لاتنقطع خصوصا في ايام الاعياد واضاف ان حال السوق تغير واصبح غير معروف للناس بعد ان كان مزارا سياحيا وملجأ لكل من يرغب في حقيبة يدوية متينة او باب حديد او خشب صناعة ممتازة بعد ان سحب المنتج الصيني البساط من الصناعة الاصلية رغم انها منتج ضعيف عكس المنتجات التي تصنع في ورش السوق. يضيف يحيي فاروق الذي يعمل مع والده في الورشة و تعلم الصنعة منه: ان السوق مساحته حوالي 2.5 فدان وان الورثة عرضوه للبيع واخر سعر له كان 15مليون جنيه لكن صاحب العرض تراجع بعد ان طلب بعض المستأجرين 2مليون مقابل تسليم وحداتهم فاصبح المطلوب اكثرمن 15 مليون جنيه لاخلاء السوق وهذا المبلغ مرتفع والناس في السوق مستعدة لان تتركه مقابل مبالغ اقل بكثير من المطلوب. ويقول شرف حسن (حداد) يعمل بالسوق بدون محل: اعمل في السوق منذ 15عاما دون استئجار لاي محل ولكني اقف بجوار المسجد واقوم بتصنيع الابواب والشبابيك الحديد وفي المساء اضع العدة في احد المحلات وفي حالة بيع السوق ستكون مشكلة بالنسبة لي لانهم سيطردونني بدون اي تعويضات. لافتا الي ان السوق الفرنساوي يعد السوق الحرفي الوحيد في الاسكندرية. اما الحاج خميس اسماعيل 54 سنة: فيعمل في السوق منذ 1960م في مهنة تصليح الحقائب بجميع انواعها واستأجرت محلاً بايجار جديد من الورثة وادفع فيه 285جنيها. واكد الحاج خميس ان السوق به امهر الصنايعية في جميع الحرف، وروي خميس تاريخ السوق الذي اطلق عليه الفرنساوي لانه كان ملك أجانب فرنسيين وكان في البداية سوقا للخضار والاسماك وتجهيز الكافيار، ووجود متعهدين لتوريد المواد الغذائية للسفن في ميناء الاسكندرية واشار الي ان الدور العلوي للسوق كان ملهي ليليا (نايت كلاب) للأجانب وانه كان يراهم وهم يرتادونه مساء ولكن هذا الحال انتهي مع رحيل الاجانب وقيام ثورة 23 يوليو وتحول الدورين العلويين الي مساكن ومكاتب وتحول السوق الي سوق للاعمال الحرفية من مطابع ومطبخ مطعم اسماك وورش اصلاح شنط وحدادة ونجارة كما يوجد جزار ومحل خضراوات للمنطقة. يقول الحاج محمد حسن فايق 63 سنة صاحب ورشة تصليح شنط انه يعمل في السوق وعمره 11 عاما والسوق كان زمان كله فرنسيين ويونانيين وخوفا من دخول هتلر للاسكندرية باعوا السوق في المزاد للمرحوم محمد قاسم وبمرور الزمن تغير حال الدنيا وتحول السوق الي سوق حرفي في الستينيات. مؤكدا ان السوق عمره اكثر من150سنة واصبح تراثا. واثناء الجولة التقينا بالحاج (مساعد علي) الذي جاء من محرم بك خصيصا لاصلاح حقيبة سفر كبيرة واكد انه لا يوجد من يستطيع اصلاحها الا في السوق الفرنساوي كما قال انه يرتاد السوق منذ 40سنة لان فيه احسن صنايعية في الاسكندرية. كما جاءت الدكتورة آمال علي احدي مرتادي السوق لاصلاح حقيبة معها وتساءلت لماذا لا تستغل هذه المساحة التي تقع في قلب المدينة لاقامة مركز حرف تجاري لاصحاب هذه المهن قبل ان تنقرض. ومن جانبه اكد اللواء محمود ابو فريخة رئيس حي الجمرك ان السوق الفرنساوي ليس كله ملكا لشخص وان المحافظة تمتلك أجزاء منه لافتا إلي وجود خطة للمحافظ لتطوير جميع اسواق الاسكندرية وان السوق الفرنساوي يقع ضمن الأسواق المهمة نظر لموقعه الفريد وأشار أبو فريخة الي ان خطة تطوير الاسواق بدأت بسوق المعهد الديني الذي تحول الي سوق حضاري بعد ان كان عشوائيا بالاضافة الي نقل اصحاب الاكشاك المحترقة في المنشية ايضا.