مع بداية شهر رمضان يستحضر كل منا ما بداخله من همة وعزيمة للتركيز في العبادة من صوم وصلاة وقراءة القرآن، بل والاعتكاف في العشر الاواخر من الشهر فهي فرصة لا تتكرر الا مرة واحدة في العام، ولكن بعض الشباب يعاني في بعض الأحيان مما يشتت تركيزه في العبادة والسبب الهواجس والاحلام الجنسية التي تطارده فتلهيه عن العبادة وتفسد أعماله الصالحة، وفي السطور القادمة يقدم لنا العلماء روشتة إسلامية ترشد لكيفية التركيز في العبادة وتجنب مثل هذه الهواجس والأحلام. بداية تقول الدكتورة هبة قطب استاذة الصحة الجنسية والاستشارات الزوجية انه بخلاف ما يعتقد كثير من الشباب ان هذه الهواجس والاحلام الجنسية امر خارج عن ارادتهم الا انه من الممكن ان يتحكم الانسان في عقله الباطن والذي يتغذي طوال الوقت بما ندخله اليه من أفكار وصور تؤثر عليه فيستحضرها العقل فجأة عند النوم، الا انها تحد من تهاون البعض بالأمر وتعللهم بأن النظرة الاولي لك والثانية عليك فيسعون لاقتناص النظرة الأولي والتي تستفز رغبته وتدفعه للاستسلام للشيطان وبالتالي تراوده الهواجس والاحلام، موضحة ان كلا منا يمتلك مساحة تفكير عليه ان يشغلها دائما بأشياء ايجابية ومفيدة حتي لا يضطر للتفكير في امور اخري، كما ان رمضان لا يأتي الا مرة واحدة في العام فالأولي شغل الوقت في العبادة والصلاة وتوجيه العقل لهذا الجانب للانتصار علي الهواجس بعيدًا عن فكرة الاستسلام للرغبة وتعليق الامر علي شماعة انها مشاعر خارجة عن ارادته، وتشبه الامر بالسرحان اثناء المذاكرة عندما تفيق فجأة وتجد نفسك أضعت نصف ساعة بينما إذا استجمع الانسان قوته العقلية وركز سيحسن الاستفادة من قوته. وتقول الدكتورة آمنة نصير "أستاذ العقيدة الاسلامية بجامعة الأزهر" أن شهر رمضان هو شهر الصوم عن الأكل والشرب وممارسة العلاقة الحميمية حتي في اطار الزواج الا لأوقات محددة ومعلومة فهو درس عملي لتقنين النفس في المأكل والمشرب والعلاقة الزوجية وهو تدريب عملي لضبطها في إطار الحلال فما بالنا بما يحرمه الله. وتستطرد قائلة: رمضان أفضل فرصة للشباب للتدرب علي كبح جماحه والسيطرة علي رغباته الجنسية والابتعاد تماماً عن كل ما هو مثير، فمن المعروف أن في مرحلة الشباب تكون الغريزة عنيفة وقوية لذلك من المستحب الابتعاد عن مشاهدة الافلام الجنسية وما يسمي بأغاني الفيديو كليب والتي لا تتفق مع حكمة الصوم في ضبط هذه الغريزة في اطار الحلال لذلك فلابد من الاستفادة من هذا الشهر لضبط السلوك طوال العام وهو ما يقوي الارادة داخل الانسان فوق طغيان الشهوات. وتوجه الدكتورة آمنة نصيحة هامة للشباب قائلة: حكمة الصوم في تقوية مناعة الانسان اي مناعة الارادة والتي تعد من الوسائل الهامة لرفع قيمة الانسان الذي تحقق فيه الرقي والارادة وضبط الغرائز، والأمر أشبه بالبناء المنضبط الذي يحاول الانسان تشييده في رمضان ليستمر قوامه سليماً طوال العام. ويشير د. حامد أبو طالب "عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر" إلي أنه من حكم الصيام تهذيب الغريزة الجنسية ومن يصوم بحق وينفذ آداب الصيام سيضعف جسده وتقوي روحه وبالتالي يستطيع التحكم في شهواته، ومن ثم فان الصائم حتي يضعف هذه الناحية ويستطيع التحكم فيها بعقل ورؤية علمية بتحصين نفسه وقلبه وفكره بالانشغال في العبادة الحقة لوجه الله والابتعاد عن مشاهدة كل ما يثيره سواء من خلال التلفزيون او الانترنت وشغل وقته بالعبادة وبما يفيده في حياته ليصبح ذلك عادة حتي بعد رمضان، وليكون علي ثقة بأن قوة الارادة سلاح هام لا يستهان به يمكنه ان يستعين به لمواجهة كل ما يقابله من أزمات في حياته. ويشير د. احمد السايح "أستاذ العقيدة بجامعة الازهر" الي انه ينبغي اداء العبادات كما امر الله سبحانه وتعالي في اليقظة في اوقاتها حسب ما امر الشرع، اما الأحلام الجنسية او ما شابه فهي امر طبيعي بالنسبة للانسان في سن الشباب والذي قد يري أموراً جنسية تثيره وللتغلب عليها عليه بذكر الله والابتعاد عن مشاهدتها او التعرض لها، فهناك امور لا يمكن تجنبها من التخيلات او الرؤي التي قد يراها النائم ولا يمكن التغلب عليها فالنائم لا ارادة له وبالتالي لا يتصرف كما يريد وطالما ليس له ارادة فلا يوجد آداب او تعاليم ولكن حينما ينام عليه بذكر الله ليهديه ويلهيه عن هذه الأمور التي يخشي منها.