خوفًا من تفشي مرض أنفلونزا الخنازير بين تلاميذ المدارس مع بدء العام الدراسي الجديد عقدت وزارتا التعليم والصحة اجتماعات مشتركة لبحث خطة مواجهة المرض حتي لا يتحول إلي وباء. الوزارتان اتفقتا علي ضرورة التوعية قبل وبعد بدء العام الدراسي لأولياء الأمور والطلبة مع التأكيد علي الاهتمام بالنظافة والتهوية الجيدة للفصول، ووضعتا خطة تعتمد في تنفيذها علي اللامركزية بحسب كثافة الفصول في كل مديرية علي حده بحيث تكون مهمة المديريات المتابعة والإبلاغ الفوري في حالة ظهور حالات مرضية بين الطلاب. قال مدحت مسعد مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة إن الاعتماد علي اللامركزية رفع حالة الاستعداد إلي أقصاها لافتًا إلي أن كثافات الفصول في المحافظة آمنة فهي تتراوح بين 35 و40 طالبًا في الفصل الواحد فيما عدا ثلاث إدارات وهي المرج والبستاين والسلام والتي تعاني من ارتفاع شديد في الكثافات. مضيفًا في هذه الحالة سوف يتم عمل فترات ممتدة بالمدارس وتقسيم الدراسة علي فترتين، كما سينشط عمل إدارة التربية البيئية والسكانية الموجودة بالمدارس والتي كانت مهمتها التوعية الطبية والصحية للأطفال. ويؤكد مسعد اخضاع المدارس الكبيرة والتي يصل عدد فصولها إلي 40 أو 50 فصلا لاشراف يومي من طبيب مخصص لهذه المدرسة أما المدارس الصغيرة فقد يشرف طبيب واحد علي مدرستين أو ثلاث. وأضاف: تلقت المديرية عرضًا من أحد رجال الأعمال بامداد المدارس بالكمامات لتوزيعها علي من تريد من الطلاب، وبخصوص بند النظافة فقال : بالرغم من وجود عجز في عمال النظافة بالمدارس إلا أن الحفاظ علي نظافة المدرسة هو عمل اجتماعي لكل أعضاء المدرسة كما يوجد بند بالخطة الاستثمارية لموازنة الوزارة لدعم المديريات والإدارات لشراء المطهرات وأدوات النظافة المطلوبة. من جانبها أكدت سلوي أمين مدير مديرية التربية والتعليم بالفيوم أن الاهتمام بصحة الطلاب لا يحتاج إلي قرارات وزارية وقالت: لدينا بالمديرية لجنة لمواجهة الأزمات والطوارئ ومنها الأمراض المعدية علي مستوي الإدارات وتكون مسئولية كل مدير مدرسة متابعة الحالة المرضية لطلابه بالاشتراك مع الاخصائيين الاجتماعيين الذين قاموا بعمل زيارات منزلية مسبقة لأسر الطلاب لتوعيتهم بأعراض المرض. وكذلك التنسيق بين الصحة والتعليم من خلال العيادات الصحية الموجودة بكل مدرسة وإمدادها بالأطباء لافتة إلي أن كثافة الفصول بالفيوم تتراوح بين 40 و 42 تلميذًا في كل المراحل ولذلك فلا نية لإلغاء إجازة السبت أو عمل فترات ممتدة حيث توجد 1850 مدرسة بالفيوم تضم حوالي 100 ألف طالب. سمير عبدالرحمن مدير مديرية التعليم بمحافظة مطروح يقول: كثافات الفصول لدينا لا تتعدي ال 30 طالبًا في الفصل الواحد ولذلك لا يوجد لدينا ما يستدعي إلغاء إجازة السبت أو عمل فترات ممتدة ونهتم بالتوعية من خلال ندوات وزارة التعليم وملصقات وزارة الصحة. وينذر الوضع داخل مديرية أسيوط بكارثة.. فالكثافات في المدارس الابتدائية تتراوح بين 70 و80 تلميذًا في الفصل الابتدائي بينما تصل إلي 60 طالبًا في المرحلة الإعدادية والثانوية كما أن معظم المدارس بها تعمل علي فترتين حسبما أعلن محمد نجيب مدير مديرية التربية والتعليم بالمحافظة الذي قال: ليست لدينا حلول بديلة فمعظم المدارس تعمل علي فترتين وربنا يسترها. ويستطرد: كل ما نستطيع فعله هو حملات التوعية البيئية والسكانية التي تشهد إقبالاً كبيرًا من أولياء الأمور إضافة إلي تكثيف الرعاية الصحية المقدمة للطلبة من خلال الزائرة الصحية الموجودة بكل مدرسة وأوضح وجود عجز في عمال الخدمات المعاونة فعددهم 1200 عامل مؤقت علي مستوي المحافظة كلها وقد طالبوا الوزارة بتوفير الموارد المالية للتعاقد مع مزيد من العمال بنظام العقود المؤقتة ولكن حتي الآن لم يصدر القرار. وأعلن سعيد شلبي مدير مديرية التربية والتعليم بالقليوبية عن تقليل كثافات المدارس بحيث لا تزيد علي 40 طالباً في الفصل الواحد وتطبيق نظام الفترتين للتغلب علي الكثافات العالية بالمحافظة. مضيفاً: هناك بعض المدارس لا يوجد بها غرفة للزائرة الصحية قمنا بالزامهم بعلم هذه الغرف للطوارئ وتجهيزها في حالة الاشتباه بأي طفل.. كما يحد من الأزمة هذا العام بناء مجمعين للمدارس بمنطقة اسكو وبيجام مما يساهم في تقليل الكثافة بشكل طبيعي. أما عن عمال النظافة فقال: لا يوجد لدينا عمالة معاونة وانما نقوم بتأجير العمالة مع بدء كل عام دراسي وحتي انتهائه. وأكد د. رضا أبو سريع.. مساعد أول وزير التربية والتعليم أن كل هذه الإجراءات وقائية.. والأمر كله خاضع لظهور المرض بين الطلاب ولكن الوضع العام في مصر مطمئن لأنها من أقل الدول إصابة بالمرض، وأضاف أنه في حالة ظهور المرض ستقوم المديرية بإخطار الصحة لتضع خطة لمواجهته سواء بإغلاق المدرسة أو تقليل الكثافات بعمل فترات ممتدة. موضحاً أن القرار في مثل هذه الحالات لن يكون فردياً وانما بالتنسيق مع المديرية ووزارتي الصحة والتعليم.