تضارب إخواني: نختلف مع الشيعة سياسيا ومذهبيا.. ونجتمع معهم في المقاومة والأصول الإسلامية!

في موقف يعكس بوضوح حقيقة التفاعلات الداخلية بجماعة الإخوان المحظورة ومدي التضارب الداخلي بين قيادات مكتب الإرشاد أصدر القيادي جمعة أمين عضو مكتب الارشاد مذكرة تتناول موقف الجماعة من الشيعة بعد الخلاف الحاد بين يوسف ندا مفوض العلاقات الخارجية بالجماعة سابقًا والمفصول منها منذ ثلاث سنوات ومحمود غزلان عضو مكتب الارشاد حول القضية للحد الذي وصل لتبادل الشتائم بينهما.
مذكرة جمعة أمين التي حملت عنوان "عليك بالفقه واحذر الشرك" والتي قام بتوزيعها علي عناصر الجماعة المحظورة لم تحسم موقف الجماعة من الشيعة بل حملت كثيرا من التناقض والتضارب إذا أشارت إلي أن الخلاف مع الشيعة سياسيا ومذهبيا لكنهم في نفس الوقت يتفقون معها في مقاومة المحتل ويجتمعون معهم في أصول الدين علي ما ورد في المذكرة.
جمعة أمين الذي تعتبره الجماعة من كبار قياداتها في العلوم الشرعية - بكالوريوس خدمة اجتماعية - استشهد بآراء بعض المفكرين الشيعة مثل محمد موسوي التي تقر بخطأ فكرة الامامة ويحذر في نفس الوقت من الانسياق وراء النزعات الطائفية والمذهبية ويضيف أن الشيعة في المنطقة يقصد إيران وحزب الله يساندون المقاومة ومن ثم فإن الخلاف معهم بدأ سياسيا ولابد أن ينتهي سياسيا وإن هذه الأمور السياسية تقررها قيادة الجماعة بعد التشاور فيما بينهم.
اللافت أن كلمات جمعة أمين لم تضف إلي الخلاف جديدا ولم تحدد بحسم الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الطرفين ليزيد الأمر التباسا علي الذي اضفاه خطاب سابق لمهدي عاكف مرشد الجماعة المحظورة حول الخلاف يقول فيه إن ما قاله كل من ندا وغزلان لا يعبر سوي عن رأيهما الشخصي فقط.. كان عاكف قد فشل في احتواء الأزمة التي وقعت بين القياديين الإخوانيين، بعدما تصاعدت حدتها علي اثر كتابة غزلان مقالاً يرد فيه علي مقال سابق لندا يقول فيه إن الأخير لا يعبر عن الجماعة، فما كان من ندا إلا أن رد عليه قائلا إنه عضو بالإخوان قبل أن يولد غزلان ويطالبه بالاعتذار.
من جانبه علق القيادي الإخواني السيد عبدالستار المليجي علي الانقسام بين قيادات الجماعة قائلا إنه أكبر دليل علي إن الإخوان ليسوا مدرسة واحدة وفكرًا ومنهجًا واحدًا علي عكس ما تدعيه القيادات وما ينبغي أن تكون عليه الجماعة التي تهدف إلي تربية المجتمع علي أفكار بعينها.
وأرجع المليجي الخلافات في الأفكار إلي اختلاف المناهج التي يدرسها أعضاء التنظيم مشيرا إلي سيطرة أصحاب الفكر السعودي علي القيادات بسبب اقامتهم لفترات طويلة هناك.