الغلط فين؟! هل في المدربين الذين لم يوفقوا في الأسابيع الأربعة الأولي من مسابقة الدوري الممتاز، فطار منهم - حتي الآن - أربعة مدربين، بمعدل مدرب لكل أسبوع، وبنسبة تساوي (رُبع) أندية الدوري الممتاز.. أم إن الغلط في إدارات تلك الأندية التي أطاحت بمدربيها مبكرًا جدًا، وخسرت بسبب ذلك ألوف الجنيهات، تم دفعها التزامًا بالشروط الجزائية لهؤلاء المدربين، والتعاقد مع مدربين للفريق، حصل كل منهم علي مقدم تعاقد لضمان حقه ووضعه واستمراره؟ هل الخطأ والغلط في المدربين الذين تساهلوا مع لاعبيهم وإدارات أنديتهم، أو الذين كانوا مثل الحجر الصوان بالعناد التام وصلابة العلاقة مع لاعبيهم وإدارات أنديتهم.. أم الغلط في الإدارات نفسها التي سكتت بالأصل علي أسلوب المدير الفني الذي لم يكن مناسبًا للفريق، أو في الاختيار بالأصل لهذا رموا بالمدرب قربانا كي تأكله نار الجماهير، حتي لا تأكلهم هم. إقالة مدرب ليست بدعة.. ولكن يجب أن تكون لها ضوابط، سواء من بداية اختيار هذا المدرب، أو عندما يحتدم الأمر وتصبح مسألة إقالته أمرًا ملحًا.. وقد سبق أن أقال نادي تشيلسي الإنجليزي واحدًا من أعظم المدربين في العالم، وهو المدرب سكولاري، والإقالة جاءت بعد صبر طويل، وتيقن من أن هذا المدرب الفذ ليس علي وفاق مع لاعبيه، فكان لا بد من الإقالة.. أما أن يعمل مدرب مباراتين فقط، وتتم إقالته، فهذا خطأ الإدارة.. وأن يتم الإبقاء علي المدير الفني الذي فقد هيبته مع لاعبيه في المواسم الماضية، فهذا خطأ الإدارة.. وأن يسكت الجميع علي قسوة مدرب ونتائجه المتردية موسمًا كاملاً، وتتأجل إقالته إلي ما بعد أول مباراة في الموسم الجديد، فهذا أيضًا خطأ الإدارة. الإدارة هي التي تخطئ أخطاء جسيمة لأنها في الغالب إدارات غير محترفة، أو يتحكم فيها الهواة، وتيارات الجماهير والإعلام، ولا تنظر في المسألة بعمق، ودليل ذلك أن نفس رئيس الإسماعيلي الذي قاوم كل الضغوط لإقالة البرازيلي ريكاردو الموسم الماضي، هو الذي استسلم بكل سهولة للضغوط، بإقالة نيبوشا بعد أسبوعين.. وأن بصري الذي كان عنوان النجاح في الاتحاد السكندري تخلصوا منه بعد 3 أسابيع.