من المعروف أن موقع تويتر Twitter.com يمثل آخر صيحات "الشبكات الاجتماعية" ويقوم علي الرسائل القصيرة بين المجموعات مهما كان حجمها. هذا الموقع ليس فيه إعلانات وخدماته كلها مجانية، وقد تحول لأحد أكبر مواقع الشبكات الاجتماعية علي الإطلاق مما يعني أن وراءه ميزانية ضخمة بعشرات ملايين الدولارات. منذ إطلاق الموقع في مارس 2006م، والموقع لم يحقق أي دخل ويواجه هذا السؤال: من أين يأتي المال؟ هذا السؤال لا يواجه تويتر فقط، بل يواجه كل مواقع الشبكات الاجتماعية بما فيها الموقع الأشهر فيسبوك Facebook.com والتي بالرغم من تحقيقها إقبالا هائلا من الجمهور شبهته يوما بالهجرة الإنسانية الجماعية إلا أنها لم تحقق من الدخل المالي ما يتوافق مع هذا النجاح وما يغطي النفقات، وكانت الأزمة قد واجهت وما زالت مواقع البريد الإلكتروني والدردشة وغيرها التي بدأت بتقديم خدماتها مجانا لبناء إقبال جماهيري واسع دون الانتباه إلي أن الجمهور عندما يتعود علي الحصول علي الخدمات بالمجان فإن إقناعه بالدفع مقابلها بعد ذلك يصبح شبه مستحيل. لقد استطاعت المواقع الأمريكية بفضل التمويل الضخم الذي تلقته خلال طفرة التسعينيات الميلادية من سوق الأسهم الأمريكية أن تطلق مواقع متفوقة في مختلف المجالات تقدم كل خدماتها بالمجان علي أساس أنه سيتم إيجاد الجمهور الواسع أولا ثم يبدأ البحث عن المال لاحقا، ولكن الأزمات الاقتصادية التي بدأ الأمريكيون في مواجهتها منذ عام 2002م واشتدت حدتها في 2008م تطرح هذا السؤال وتضع أكبر المواقع في أزمة، كما تضع السيطرة الأمريكية الكاملة علي الإنترنت بفضل هذه الخدمات المميزة محل تساؤل. علي الصفحة التعريفية لموقع تويتر هناك إجابة علي أهم ستة أسئلة تواجه الموقع، وواحد منها عن الدخل، وإجابة تويتر الرسمية هي: "لدينا فرص عديدة لتحقيق الدخل، ولكننا حاليا لا نعمل عليها حتي لا نشتت أنفسنا ونستمر في تركيزنا علي خلق خدمة مميزة وتجربة رائعة لملايين المستخدمين حول العالم. بينما قسم الأبحاث لدينا يعمل علي إيجاد صيغ تحقيق الدخل، فإننا حاليا ننفق أكثر مما نجني". في الأسبوع الماضي أعلن موقع تويتر أنه سيبدأ بتقديم خدمات معينة بالمقابل، وهذه الخدمات خاصة بالشركات، وهو حل يبدو ذكيا من حيث التركيز علي المؤسسات والأعمال لتحقيق الدخل، إلا أن السؤال الأكبر هو عن الجماهير الضخمة والاستفادة منها ماليا، وهو سؤال يبقي بلا إجابة. البعض يقول بأن فيسبوك أو تويتر أو غيرهم يستطيع أن يطلب دولارين من كل شخص مقابل الاشتراك الشهري، وهو مبلغ ضئيل لكل الناس، وعندما يكون لديك 100 مليون مشترك، فهذا يعني 200 مليون دولار شهريا، ولكن المشكلة الأساسية هي في إيجاد أساليب الدفع المتوائمة مع ال200 مليون مشترك، وإيجاد الآلية الضخمة لاستقبال 100 مليون عملية تجارية، أما المشكلة الأصعب علي الإطلاق فهي رحيل الناس إلي المواقع المجانية وهي متوفرة دائما عندما يظهر لهم أن عليهم دفع أي رسوم في الموقع الآخر. حتي علاج هذه المشكلات، دعونا نستمتع بالحياة المجانية علي كوكب الإنترنت!!