وسط غياب جماعي لأعضاء لجنة التحكيم، أقيم مساء الأحد الماضي بفندق "مريديان" الهرم حفل توزيع جوائز صالون الشباب العشرين، الذي عقد ضمن المهرجان التشكيلي الثالث، وقام الفنان محسن شعلان رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بتكريم الفنان أحمد شيحا رئيس لجنة تحكيم الصالون، والفنان جورج فكري قوميسر الصالون، في حين لم يعرف بتوقيت الحفل أعضاء لجنة تحكيم الصالون التي تشكلت من الفنانين: سحر الأمير ومعتز الصفتي وهند عدنان وبسام الباروني وحسن خان ووائل شوقي، وتم تبرير غيابهم بسفرهم إلي الخارج، ولم يتم ذكر أسمائهم في الحفل أو التنويه عن تكريمهم في وقت آخر، خاصة أن الدورة الأخيرة للصالون في دورته العشرين شهدت جدلا كبيرا نتيجة لكثرة أعداد الفنانين المستبعدين من العرض، وهو ما أدي لتضارب ردود الفعل في الأوساط التشكيلية، بين مؤيد لتخفيض الأعداد لصالح "العرض الفني" داخل قاعات قصر الفنون، وبين رافض للاستبعاد واعتباره "مجزرة" للفنانين الشباب، خاصة أن الهدف الأساسي للمعرض هو تقديم شريحة من شباب الفنانين في أول طريقهم لدخول معترك "الاحتراف" في الحركة التشكيلية، ومعظمهم بحاجة إلي عملية دفع وتشجيع لا إحباط، روزاليوسف قامت بالاتصال بأعضاء لجنة التحكيم الغائبين لمعرفة سبب غيابهم غير الطبيعي عن الحدث. قالت الفنانة سحر الأمير: في ظل الحركة التشكيلية المضطربة، حاولنا كلجنة تحكيم تقديم شيء محترم معتمد علي الكيف وليس الكم، ولم نقلد ما كان يحدث في الدورات السابقة من الصالون، وإذا كانت النتائج النهائية تكريم الشباب، فهذا خير دليل علي صحة وجهة نظر اللجنة، ولا يهم تكريمنا كأفراد، المهم ماذا أضفنا للفن. وأضاف الفنان معتز الصفتي أحد أعضاء اللجنة ومدير أتيليه الإسكندرية: تم تحديد أكثر من موعد لحفل توزيع جوائز صالون الشباب، وعلمنا بالتأجيل، ثم فوجئنا بأن الاحتفال بتوزيع الجوائز تم بدون دعوة جميع أعضاء اللجنة، ولم يتصل بنا أحد من القطاع، ولا أعرف سبب استبعادنا من التكريم، علي الرغم من أنني ساهمت مع قطاع الفنون التشكيلية في استقبال أعمال عدد من الشباب المرفوضين من الصالون، وأقمنا معرض الصالون الدولي الرابع بأتيليه الإسكندرية، وعرضنا الأعمال التي تستحق العرض، ثم تم نقل المعرض بالكامل للقاهرة لعرضه في افتتاح قاعة "إيزيس" بمحتف "محمود مختار". أما الفنانة هند عدنان فقالت: عرفت موعد الحفل بالصدفة من الإنترنت، وهذا يدعوني للتساؤل: هل نعاقب بعدم دعوتنا لحفل التكريم؟ رغم أننا جميعا (أعضاء لجنة التحكيم) راضون عن اختيارنا لأعمال الشباب، وحاولنا أن نحافظ علي التوازن بين ما قدمه الشباب وبين ما نريد أن نقدمه من خلال هذه الدورة، وفي البداية قيل لنا أنه لا يهم عدد الأعمال المقبولة حتي لو قمنا بقبول 40 فنانا فقط، وأن المهم هو التطور والتغير في سياق فكر صالون الشباب، ثم طلب منا إضافة أعمال أخري، ولم تؤثر هذه الإضافة علي ما نقدمه، وكنا علي استعداد لإضافة أكثر من 50 عملا أخري تستحق العرض، ولكن كيف نقدم الجديد ونحن محكومون بوجهات نظر كثيرة من خارج اللجنة تدخلت في عمل لجنة التحكيم. أما الفنان بسام الباروني فيقول: اتصلت بقصر الفنون أكثر من مرة لمعرفة موعد حفل التكريم دون فائدة، وأتعجب مما حدث، هل عدم دعوتنا تجاهل مقصود أم غير مقصود؟ ولماذا يتم إخفاء موعد الاحتفال عن اللجنة، ومع ذلك ما حدث لا يهمنا كل ما يهمنا هم الشباب، ونذكر كل من حضر الحفل أن تكريم الشباب الذي تم يرجع لمجهود للجنة التحكيم، وكان لابد أن يتم تقديرها مهما كانت الاختلافات في الآراء. ويقول الفنان حسن خان: لم توجه لنا أية دعوة رسمية لحضور الحفل، ولا حتي من خلال اتصال تليفوني من أي مسئول بالقطاع، وهذا الصالون خلق حالة جدل في الحركة الفنية التشكيلية حول التغير في توجه الشباب لفكر مغاير عن 19 دورة سابقة، وقد قمنا جميعا كأعضاء لجنة تحكيم بدورنا عن اقتناع، وذلك لمصلحة مستقبل الشباب في الحركة الفنية ولسنا ضد أحد. كما أشار الفنان وائل شوقي إلي أن هذا الموقف يحتاج لتفسير وتوضيح، لماذا لم يتم إعلام أي فنان في اللجنة بموعد الاحتفال؟ فقد كنا نبحث في هذه الدورة عن الخصوصية التي وصل إليها الشباب بعد إنهائهم لفترة التعليم والدراسة الأكاديمية، وبالتالي بحثنا في الأعمال المقدمة للصالون عن الأساليب الإبداعية أو حتي أية محاولات لبداية فكر أبداعي، وإذا كان مطلوباً منا أن نتعامل مع صالون الشباب ال20 بنفس الأفكار المعتادة، فلماذا اختارونا من البداية؟.