شهر أكتوبر ظل طوال 52 عامًا هو شهر النصر والعزة والكرامة عند الشعب المصرى والعربى وأغلب الشعوب الإسلامية التى تعلم قيمة الانتصار العظيم الذى حققه الشعب المصرى على العدو الإسرائيلى، ولم يكن الانتصار بتحطيم خط بارليف والانتصار على العدو فقط بل كان تحطيم كبريائه والقضاء على أسطورة الجيش الذى لا يقهر، واستطاعت مصر أن تضع العدو فى حجمه الحقيقى وتظهر له قوة مصر وعظمتها وقدرتها على تحقيق المعجزة وأن جنودها خير أجناد الأرض. الآن أصبح شهر أكتوبر الذى نحتفل به كل عام بالانتصار على العدو إلى شهر انتصارات وأفراح لمصر والأمة العربية على العدو الإسرائيلى الذى أصبح يصاب بصدمة عصبية فى كل عام من هذا الشهر خاصة بعد وقوع أحداث عظام فى السنوات الأخيرة فى هذا الشهر. فقد أثبتت مصر برجالها الأوفياء فى الأيام القليلة الماضية أنهم بالفعل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فقد استطاع أبناء مصر أن يحققوا المعجزة بوقف حرب الإبادة التى يقوم بها العدو فى غزة بعد أن عجز العالم كله عن وقف الحرب، وبعد عامين من القتل والتشريد والتهجير والنزوح استطاع أبناء مصر وعلى أرض السلام بشرم الشيخ استضافة أكبر وأهم تجمع من أجل وقف الحرب، وبعد جلستين فقط كانت النتيجة قبول جميع الأطراف خطة ترامب لوقف الحرب بعد أن استطاعت مصر إقناع جميع الأطراف بشروط وقف الحرب والتى كانت نتيجتها توقف عملية القتل والتشريد، وحققت مصر ما أعلنته من اليوم الأول للحرب بأنها لن توافق على تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وأن لديها خطة محكمة لإعادة إعمار غزة وأنها جاهزة لإدخال 6 آلاف شاحنة تنتظر إشارة التحرك من أمام معبر رفح إلى داخل غزة واستطاعت تحقيق ذلك أيضًا. ودعت مصر الرئيس الأمريكى وعددًا من رؤساء العالم لحضور حفل توقيع إنهاء الحرب على أرضها لتعلن للعالم كله أنها وحدها القادرة على ذلك، كما أنها استضافت وفد حماس بقيادة خليل الحية وظهر فى صور كثيرة هو والوفد المرافق له يتجول فى شوارع شرم الشيخ وكأنها رسالة إلى كل من يعادى مصر بأن مصر غير أى دولة أخرى، وأنها تستطيع أن تحمى ضيوفها ولا يستطيع أحد أن يقترب منهم طالما هم على أرضها، فمصر هى التى قال عنها رب العزة "ادخلو مصر إن شاء الله آمنين"، وقد شاهد العالم كله مؤتمر توقيع جميع الأطراف على وقف الحرب وفرحة عارمة تجتاح الشعب المصرى فى هذا الشهر العظيم، فقد شهد هذا الشهر وقف أكبر مذبحة فى التاريخ الحديث، وبفضل الله ثم مصر توقف هذا المشهد الذى لم يستطع العالم إيقافه، كما شهد هذا الشهر فوز الدكتور خالد عنانى بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو وهو المنصب الذى يفوز به أول شخصية مصرية وعربية، وكذلك فوز منتخب مصر لكرة القدم وصعوده لكأس العالم، وكذلك يشهد هذا الشهر تراجعًا ملحوظًا للدولار أمام الجنيه، مما يعنى أن مصر بدأت تسير على الطريق الصحيح فى الاقتصاد. المصريون أصبحوا ينتظرون شهر أكتوبر وهم يعلمون أنه شهر الانتصارات، وشهر تحقيق أحلامهم التى تقضى على طموحات العدو الإسرائيلى، وتزيد من طموحات الشعب المصرى بفضل أبناء مصر الأوفياء. حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا.