أعطى تمديد الهدنة ليومين إضافيين فى غزة، واستمرار عملية تبادل الرهائن والأسرى، بصيص أمل للتوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار يفضى للسلام، ويقود مستقبلا لحل الدولتين. ورغم تلك الإشارات الإيجابية من عدة أطراف دولية تضغط للوصول إلى هذا السلام، إلا أن السلطات الإسرائيلية أكدت على عزمها استئناف الحملة التى بدأتها ضد حركة حماس، متوعدة باستئصالها من قطاع غزة فى اليوم ال54 للحرب.. أتى هذا وسط استمرار للتوترات بالضفة الغربية، التى لم تهدأ منذ اليوم الأول للحرب التى بدأت فى أعقاب هجوم حماس على جنوب إسرائيل فى 7 أكتوبر الماضي. اشتباكات الضفة وأسفرت مواجهات دارت بين الجيش وفلسطينيين كانوا فى استقبال السجناء المفرج عنهم، عن مقُتل شاب فلسطينى برصاص القوات الإسرائيلية، فجر امس، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية. فيما أشارت وسائل إعلام فلسطينية، إلى أن اشتباكات بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية فى مدينة طوباس بالضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية، عن مصادر أمنية قولها إن صبيا (17 عاما)، توفى متأثرا بإصابته بالرصاص الحى فى مواجهات اندلعت خلال اقتحام القوات الإسرائيلية قرية كفر عين شمال غرب رام الله. وأضافت المصادر أن شابا (26 عاما) من سكان بلدة بيتونيا، توفى متأثرا بإصابته برصاص القوات الإسرائيلية خلال مواجهات اندلعت فى البلدة، فيما أصيب شاب آخر (23 عاما). كما هدمت القوات الإسرائيلية، امس منزلين مأهولين فى محافظة الخليل بالضفة الغربية، وشردت 25 فلسطينياً. تبادل الأسرى والرهائن وأمس الأول، أفرجت حماس عن 11 من الإسرائيليين الذين تحتجزهم رهائن فى قطاع غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح 33 سجيناً فلسطينياً، وذلك فى اليوم الرابع من اتفاق الهدنة الذى أبرمته إسرائيل والحركة واتّفقا على تمديده حتى صباح الخميس. وعملية الإفراج عن الرهائن التى أعلن عنها الجيش الإسرائيلى بعد إعلان حماس وقطر عن تمديد الهدنة ليومين، ترفع إلى 50 العدد الإجمالى للإسرائيليين المفرج عنهم منذ الجمعة. ووصل الرهائن الإسرائيليون ال11، إلى إسرائيل وهم جميعا مزدوجو الجنسية إذ يحملون بالإضافة إلى جنسيتهم الإسرائيلية جنسيات تتنوّع بين فرنسية (3) وألمانية (2) وأرجنتينية (6). والفرنسيون بحسب معلومات لوكالة فرانس برس هم ثلاثة قاصرين: إيتان (12 عاماً) وإيريز (12 عاما) وسهار (16 عاما). وقال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، مساء امس الأول، إنه «سعيد للغاية» بالإفراج عن القاصرين الفرنسيين-الإسرائيليين الثلاثة، مؤكدا مواصلة التعبئة «الكاملة» من أجل الإفراج عن كلّ الرهائن. من جهتها، رحّبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإثنين بالإفراج عن 11 رهينة بينهم «مراهقان ألمانيان». قائمة جديدة وتلقت إسرائيل قائمة جديدة بأسماء عدد من المحتجزين فى قطاع غزة تمهيدا لإطلاق سراحهم، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية، أمس. ومن المتوقع أن يجرى إطلاق سراح المحتجزين المدرجين فى القائمة اليوم، وفقا لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، نقلا عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو. وأوضح التقرير أنه جرى مراجعة القائمة وتم إبلاغ أسر المحتجزين الذين وردت أسماؤهم بها، فيما لم يتضح من الإعلان عدد المحتجزين الذين يمكن إطلاق سراحهم. وذكرت وسائل إعلام أخرى أنهم عشرة. وستكون هذه هى المجموعة الخامسة من المحتجزين الذين يجرى إطلاق سراحهم من غزة منذ بدء الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل يوم الجمعة الماضي. وتم حتى الآن إطلاق سراح أكثر من 50 من الرهائن فى غزة، مقابل 150 أسيرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية. ومنذ الجمعة، أطلِق سراح 39 رهينة بموجب الاتفاق، و19 رهينة من خارج الاتفاق، غالبيتهم من التايلانديين الذين كانوا يعملون فى إسرائيل، فضلاً عن 117 أسيرا فلسطينياً. وبموجب اتفاق الهدنة الذى تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومشاركة الولاياتالمتحدة ومصر، تم الإفراج عن 20 رهينة إضافية أمس واليوم مقابل إطلاق إسرائيل سراح 60 سجيناً فلسطينياً. وأعلنت إسرائيل أنّها أعدّت قائمة بأسماء 50 سجيناً فلسطينياً إضافياً من الممكن أن يتمّ إطلاق سراحهم خلال اليومين المقبلين إذا ما أطلقت حماس سراح مزيد من الرهائن. ومن شأن تمديد الهدنة ليومين أى حتى الساعة السابعة من صباح الخميس أن يتيح أيضاً دخول شاحنات محمّلة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة. وتحرير عدد أكبر من الرهائن هو مطلب ملحّ للرأى العام الإسرائيلى الذى روّعه هجوم حماس المباغت. وأكّدت إسرائيل أنّه يمكن تمديد الهدنة بشرط إفراج الحركة الفلسطينية عن 10 رهائن إضافيين كلّ يوم، فى مقابل إطلاق سراح ثلاثة أضعاف هذا العدد من الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وأشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومى فى البيت الأبيض جون كيربي، أمس الأول، إلى أنّ حماس «تعهّدت الإفراج عن 20 امرأة وطفلاً» رهائن يومى الثلاثاء والأربعاء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عقب محادثات هاتفية مع بايدن إنّ ثمة ترتيبات «للإفراج عن 10 رهائن آخرين كلّ يوم، وهذه نعمة. لكنّى أخبرت الرئيس أيضاً أنّنا سنعود بعد الاتفاق إلى هدفنا: القضاء على حماس والتأكد من أن قطاع غزة لم يعد ما كان عليه» فى السابق. وأقرّت حكومة نتنياهو مشروع موازنة «حرب» بقيمة 30.3 مليار شيكل (7,5 مليارات يورو) ستطلب من الكنيست إقرارها. حراك دولي وفى إطار الحراك الدولى لحل الأزمة، أعلن مسؤول رفيع فى وزارة الخارجية الأمريكية، امس الأول، أنّ وزير الخارجية أنتونى بلينكن سيزور مجدّداً إسرائيل والضفة الغربية بحلول نهاية الأسبوع. وقال المسؤول طالباً عدم كشف هويته إنّ بلينكن «خلال هذه الاجتماعات فى الشرق الأوسط، سيشدّد على الحاجة لمواصلة توفير مساعدة إنسانية لغزة، وضمان الإفراج عن كلّ الرهائن وتعزيز حماية المدنيين فى غزة». وأضاف أنّ بلينكن سيشدّد أيضاً على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلّة باعتبار أنّ هذا الأمر هو الحلّ الوحيد على المدى الطويل كما سيتطرق إلى الجهود المبذولة «لاحتواء النزاع». بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج: «أدعو إلى تمديد الهدنة، هذا سيسمح ب(إدخال) مزيد من المساعدات التى يحتاج إليها سكان غزة وبالإفراج عن مزيد من الرهائن». وفى برشلونة، دعا مسؤول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى جوزيب بوريل إلى هدنة «مستدامة» بين إسرائيل وحركة حماس من أجل العمل على «حل سياسي» للنزاع. كذلك، دعا وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن نظيره الإسرائيلى يوآف غالانت إلى العمل على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. ووفق بيان لوزارة الدفاع الأمريكية، فإن أوستن استمع خلال مكالمة هاتفية مع غالانت، إلى آخر المستجدات حول عملية تبادل المحتجزين والأسرى، إضافة إلى الهدنة. وأكد الوزير الأمريكى ضرورة عمل كل «الدول والهيئات التى لا تحمل صفة دول على تفادى اتساع رقعة النزاع الحالي». وإذا كانت الهدنة قد أتاحت فترة هدوء وجيزة لسكان غزة، فإنّ الوضع الإنسانى فى القطاع بحسب وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يبقى «خطرا» والاحتياجات «غير مسبوقة». ومنذ الجمعة، تمكنت 248 شاحنة محملة مساعدات من دخول القطاع، بحسب الأممالمتحدة. وقال المتحدث باسم الأونروا عدنان أبو حسنة ل»فرانس برس»: «علينا إرسال 200 شاحنة يوميا لمدة شهرين على الأقل لتلبية الاحتياجات»، مضيفا أنه «لا يوجد مياه شرب ولا طعام» فى بعض المناطق. ووصلت حاملة المروحيات الفرنسية ديكسمود التى تم إعدادها لتوفير الرعاية للجرحى فى قطاع غزة، إلى ميناء العريش المصري، امس الأول، حسبما قال مصدر فى الميناء. وتضرر أو دمر أكثر من نصف المساكن فى القطاع بسبب الحرب، وفق الأممالمتحدة، فيما نزح 1.7 مليون من أصل 2,4 مليون نسمة.