هنا الإمام.. هنا الشهيد.. هنا سيد شباب أهل الجنة رضى عنه وأرضاه.. «نحن فى ساحة الحسين نزلنا فى حمى الله من أتى لحسين» بهذا الانشاد التى صدح به المريدون والزائرون لضريح الامام الحسين بن على أمس اشارة على انطلاق مولده المبارك هذا العام والذى بدأ افتتاحه امس الثلاثاء على أن يكون الاحتفال بالليلة الختامية الثلاثاء المقبل الموافق 22 من نوفمبر الجاري. رغم أن الاحتفال هذا العام لن يكون بشكل رسمى ولكن المحبين بدأوا التوافد على منطقة الدرب الاحمر والجمالية بحثا عن الشقق والاماكن الخالية فى المنطقة لتأجيرها لتصبح «خدمة المولد» والتى تستقبل المحبين من أهل التصوف وضيوفهم من كل المحافظات والتى وصل سعر بعض الشقق فى المنطقة الى ما يقرب من عشرين الف جنيه فى أسبوع المولد. الحقيقة التى لاشك فيها أن هذا العصر هو أزهى عصور المصريين محبة لأهل البيت رضى الله عنهم جميعا خاصة بعد التجديدات المستمرة لأضرحة ومقامات ومساجد آل البيت فى القاهرة وبعض المحافظات وخاصة بعد هذا الحب الجارف من القيادة السياسية للمسجد الحسينى تحديدا وكل هذا الاهتمام بأن يكون المسجد والضريح والساحة الحسينية أهم مزارات اهل التصوف فى مصر والعالم بعد أن بلغت تكلفة تجديد الضريح والمسجد والساحة ما يقرب من 150 مليون جنيه. ويحتفل المصريون 3 مرات بالإمام الحسين فى العام الواحد ولكل مرة مناسبة مختلفة، حيث يحتفلون بذكرى استشهاده فى 10 من المحرم، وذكرى ميلاده فى 3 شعبان، والاحتفال بمناسبة دخول الرأس الشريف لتستقر فى مصر فى مشهدها المعروف الآن، والذى يقصده القاصى والدانى محبة فى ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . بعد موقعة كربلاء عام 61 ه، حيث استشهد الإمام الحسين سيد الشهداء، اجتز شمر بن ذى الجوشن، رأس الإمام الحسين وذهب به إلى يزيد بن معاوية فى الشام لينال مكافأته بولاية إحدى المدن الإسلامية، فأمعن يزيد فى فحشه وعلق الرأس الشريف للإمام الحسين على أبواب دمشق ليزيد الناس إرهابا، وبعدها تظل الرأس بخزائن السلام بدمشق بعد وفاته لتنقل وتستقر كما ذكر المؤرخون بعسقلان لمدة خمسة قرون. جاء رأس الحسين إلى القاهرة من عسقلان الفلسطينية على يد الفاطميين، وذلك بعد الحروب الصليبية حول بيت المقدس، وقد استغل الفاطميون علاقتهم الجيدة بالصليبيين فاشتروا رفات رأس الحسين ب 30 ألف قطعة ذهبية. دفن الرأس الشريف بمشهد القاهرة بين خان الخليلى والجامع الأزهر، ويقول المَقْرِيزِيُّ فى تاريخه: «إنَّ رأس الحسين رضى الله عنه نقل من عسقلان إلى القاهرة فى 8 جمادى الآخرة عام 548ه، وبقي عامًا مدفونا فى قصر الزمرد حتى انشئت له خصيصًا قبة هى المشهد الحالي، وكان ذلك عام 549ه. وتعود رحلة نقل رأس «الحسين»، بمصر إلى قصة طويلة، عندما تزينت مصر وتجملت وأضيئت المصابيح شوقًا لحضور رأس «الحسين» حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.