فى خطوة هامة نحو تعزيز صادرات مصر مع العالم الخارجى اقتربت القاهرة من التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة مع تجمع الأوراسى بعد أن خاضت 4 جولات من المفاوضات لتحرير التجارة مع دول التجمع والتى تضم كلا من روسياوأرمينياوبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان، وتتمتع مولدوفا وأوزبكستان وكوبا بوضع مراقب فيها. وأنشئ الاتحاد الاقتصادى الأوراسى مطلع عام 2015 على أساس الاتحاد الجمركى الذى كان قائما آنذاك بين روسيا وبيلاروس وكازاخستان، وانضمت إليه لاحقًا كلا من أرمينيا وقرغيزستان. وتضمن اتفاقيات الاتحاد لجميع أعضائه حرية تنقل السلع والخدمات ورءوس الأموال واليد العاملة، وانتهاج سياسة متفق عليها فى قطاعات التجارة والطاقة والصناعة والزراعة والنقل. وتأتى خطوة تحرير تجارة مصر مع دول الاتحاد الأوراسى فى إطار خطة الدولة المصرية نحو الوصول إلى 100 مليار دولار صادرات سنويًا خاصة أن الصادرات السلعية غير البترولية سجلت قفزة كبيرة بنهاية العام الماضى بقيمة بلغت 32 مليار دولار. ومن جانبها صرحت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة أهمية اتفاق التجارة الحرة الجارى التفاوض بشأنه بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى حيث يمثل جسرًا جديدًا لتعزيز وتنمية العلاقات الاقتصادية المشتركة بين الجانبين فى مختلف المجالات وعلى جميع الأصعدة، مشيرة إلى أن الاتفاق يعد المحرك الرئيسى لتنمية وتطوير معدلات التبادل التجارى وزيادة الاستثمارات المشتركة بين الدول الأعضاء لمستويات متميزة وبما يصب فى مصلحة الاقتصاد المصرى واقتصاديات دول الاتحاد على حد سواء. قالت الوزيرة: إن المرحلة الماضية شهدت عقد أربع جولات مفاوضات بين مصر ومفوضية الاتحاد الأوراسى، مشيرة إلى أهمية التوصل إلى اتفاق شامل ومتوازن يلبى طموحات الشعب المصرى و شعوب دول الاتحاد الأوراسى لتنمية التبادل التجارى وتعزيز التعاون الصناعى والاستثمارى بالإضافة إلى كافة مناحى التعاون الاقتصادى. جاء ذلك خلال جلسة المباحثات الموسعة التى عقدتها الوزيرة مع أندريه سليبنيف وزير تجارة الاتحاد الاقتصادى الأوراسى وذلك فى ختام مشاركة الوزيرة فى فعاليات منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادى الدولى، وقد شارك فى اللقاء السفير نزيه النجارى سفير مصر بموسكو والوزير مفوض تجارى يحيى الواثق بالله رئيس التمثيل التجارى ، وحاتم العشرى مستشار الوزيرة للاتصال المؤسسى والوزير مفوض تجارى ياسر مصطفى رئيس المكتب التجارى بموسكو. وأشارت الوزيرة إلى أن الجولة الرابعة للمفاوضات تبعها العديد من الاجتماعات الفنية والتحضيرية بين الخبراء من كلا الجانبين بهدف تقريب وجهات النظر بغية الوصول لصيغة توافقية لتلك المفاوضات تحقق الأهداف والفرص المنشودة والتى يأتى على رأسها تنمية معدلات التبادل التجارى وتعزيز التعاون الصناعى المشترك وجذب المزيد من الاستثمارات من دول الاتحاد للسوق المصرية، مشيرةً فى هذا الإطار إلى أن القاهرة ستستضيف خلال الفترة القريبة المقبلة الجولة الخامسة للمفاوضات. ولفتت جامع إلى أن هناك العديد من المقومات التى يمكن أن يتم البناء عليها لتعزيز وتطوير وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر دول الاتحاد الأوراسى لخلق الفرص الحقيقية لتعاون بناء ومثمر، والتى يتمثل أهمها فى التنوع والتكامل فى الأنشطة والإمكانيات الصناعية والمواقع الجغرافية وحجم الأسواق فى الجانبين. وأشارت جامع إلى ترحيب مصر باستقبال المزيد من الاستثمارات القادمة من دول الاتحاد الأوراسى واستعدادها لتيسير إجراءات الاستثمار وتذليل أية عوائق تواجه استثمارات دول الاتحاد، موجهة الدعوة للشركات ورجال الأعمال من الجانبين لإقامة شراكات ومشروعات استثمارية مشتركة واستغلال مناخ الأعمال الإيجابى والمشجع فى كلا الجانبين. من جانبه أكد أندريه سليبنيف وزير تجارة الاتحاد الاقتصادى الأوراسى حرص دول الاتحاد على إبرام اتفاق التجارة الحرة مع مصر خاصة أن هناك توافقا كبيرا فى الرؤى بين الجانبين حول العديد من موضوعات المفاوضات، مشيرًا إلى أن الاتفاق سيسهم فى تعزيز التعاون المشترك بين مصر ودول الاتحاد الأوراسى فيما يتعلق بتنمية وتطوير العلاقات التجارية على المستويين الثنائى والإقليمى وتوطين الصناعات المشتركة وتعزيز التعاون الاستثمارى بين الجانبين. ومن ناحية أخرى عقدت نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة لقاءً مع الماظ حكيموف وزير التنمية الاقتصادية بإقليم بنزا الروسى تناول سبل تعزيز التعاون التجارى والصناعى بين القطاع الخاص فى الجانبين، وإمكانية توريد منتجات مصرية لتلبية احتياجات سكان الإقليم خاصة فى ضوء التحديات التى تواجه روسيا حاليًا، ومن بينها المنتجات الهندسية والإلكترونيات وقطع الغيار، فضلًا عن دراسة إقامة مشروعات صناعية وزراعية مشتركة. وفى هذا الصدد أشارت الوزيرة إلى أن المكتب التجارى المصرى بموسكو سيتولى ترتيبات عقد لقاء بين مسئولى إقليم بنزا والمجلس التصديرى للصناعات الهندسية للتعرف على قائمة المنتجات المطلوبة، الأمر الذى يسهم فى فتح نافذة جديدة أمام الصادرات المصرية إلى السوق الروسية.