شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، جلسة نقاشية بعنوان «المسئولية الدولية فى إعادة إعمار مناطق ما بعد الصراعات»، وذلك خلال فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم فى نسخته الرابعة بشرم الشيخ. وأكد الرئيس فى مداخلة له ضرورة وقف النزاعات والاقتتال من خلال تحرك الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى فى دول الصراعات للمساعدة فى إعادة الإعمار وتخفيف آثار هذه الأزمات على المواطنين. ووجه الرئيس السيسى، نداء باسم شباب المنتدى لقادة الدول التى بها صراعات بأن يغيروا المنظور الذى يتعاملون به مع الموقف وضرورة العمل على تخفيف الآثار السلبية ومراعاة البعد الإنسانى والنفسى للمواطنين الذين يعانون جراء هذه الصراعات. وأشار الرئيس إلى أنه تم الحديث قبل ذلك عن الصراعات والنزاعات وإعادة الإعمار والأزمات التى تشهدها البلاد التى توجد فيها هذه الصراعات والنزاعات وتأثيرها على الشباب والشابات حتى على الصغار المتواجدين داخل معسكرات اللاجئين أو فى الدول التى تشهد الصراعات فى منتدى شباب العالم فى عام 2018. وشدد السيسى، على ضرورة وقف النزاعات والصراعات حتى نعطى الفرصة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى ومنظمات العمل المدنى التى ترغب فى المساهمة فى هذا الأمر للتحرك إلى الأمام. وقال الرئيس: «فى الوقت الذى تتوقف فيه النزاعات والصراعات ستكون هناك فرصة لإعادة الإعمار»، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا بين تخفيف آثار الأزمة على المواطنين سواء من خلال توفير الطعام أو المأوى أو الملبس أو حتى العلاج، وبين القيام بإعادة إعمار دولة كانت فى حالة حرب، مشيرًا إلى أن الإجراءات التى تُتخذ حاليًا هى محاولة لتخفيف آثار الصراع التى تسبق مرحلة انتهاء النزاع لكى نبدأ فى إعادة الإعمار. وأكد أن إعادة الإعمار لا تحتاج إلى أموال فقط، مشددًا فى الوقت ذاته على ضرورة الاهتمام بالبعد الإنسانى والنفسى والاجتماعى من آثار هذه الأزمة التى استمرت لمدة 10 سنوات أو أكثر من ذلك. وأضاف، أن أول خطوة مهمة من خلال هذا المنتدى، هى توجيه النداء للدول التى بها نزاعات وصراعات، قائلا: «باسم المنتدى وباسم الشباب المشارك الذى يحلم بالاستقرار والسلام والأمن والتنمية، نوجه نداء لكل الدول التى بها صراعات والقادة المسئولين، بأن ينظروا بمنظور مختلف يؤدى إلى تسوية هذه الأزمات حتى نخفف ونقلل من حجم الآثار الصعبة التى ترتبت على هذا النزاع». وأضاف: «نحن فى مصر مستعدون مع كل الأشقاء وكل الدول التى بها نزاعات أن نشارك بإيجابية، لأن نرى أن السلام والبناء والتعمير ثوابت بالنسبة لنا، ونحن فى مصر لا نتدخل فى شئون الدول وندعو دائما إلى عدم تدخل الآخرين فى شئوننا حتى نستطيع أن نحل مشكلاتنا بأنفسنا بعيدًا عن النزاع أو الاقتتال بشكل أو بآخر». وتابع الرئيس السيسى: «نوجه باسم كل شاب موجود فى المنتدى، ونتمنى منهم من خلال وسائل الاتصال الموجودة معهم أن يعطوا رسائل لبلادهم ويعظموا من هذا النداء حتى يصل إلى المسئولين عن هذه النزاعات». وردًا على سؤال من شاب يمنى مشارك فى الجلسة يرغب بالتدريب فى الأكاديمية الوطنية لتدريب الشباب فى مصر: «أى شىء يخص بناء القدرات فى مصر متاح للجميع.. ونحن دائما فى مصر مستعدون للبناء والتنمية والتعمير.. وهذه ثوابت مصرية». وأكد، أن البناء والتعمير يعطى الأمل والمعنويات والحلم، مشيرًا إلى أن الأكاديمية جاهزة لاستقبال جميع الشباب، «فأهلا وسهلا بهم». وقال الرئيس» «إن أشقاءنا فى دول القارة الإفريقية والدول العربية يرسلون أبناءهم للأكاديمية، وهذا دور نحن مستعدون لعمله بكل تواضع». وفيما يخص قطاع غزة، أكد الرئيس أن القطاع بحاجة إلى أرقام أكثر بكثير من مبلغ ال500 مليون دولار، وكنا نتمنى فى مصر المساهمة بأكثر من ذلك، لكن ما أستطيع قوله للعاملين بالمرحلة الثانية لإعادة إعمار قطاع غزة، التى بدأت فى ديسمبر 2020، أن ينهوا المراحل التى وعدنا بها فى أسرع وقت ممكن من أجل أشقائنا فى القطاع. وتابع: «كما سيستمر دورنا فى مناشدة المانحين بأن يتقدموا وألا يتخلوا عن وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى (أونروا) لما لها من التزامات دولية خاصة. وجدد الرئيس السيسى نداءه للدول المانحة، قائلا: «نحن سنتحرك كدولة معهم أيضا لكى تصل هذه الرسالة بشكل أكثر قوة وفاعلية من أجل استئناف الدعم بشكل أكبر لوكالة الأونروا، كى تقوم بدورها فى قطاع غزة، ومن الأفضل ألا تكون هناك مشكلة». وقال الرئيس: «منذ حوالى ثلاث سنوات، سألنى شاب من إحدى الدول الشقيقة، هل تغيير الأمور فى دولته أفضل بالقوة أم بالصبر؟، فأجبته «رأيى أن الصبر أفضل، لأن التغيير بالقوة قد يؤدى إلى خراب، ولن يتم السيطرة عليه، وقد تكون أنت كشاب متصور أنك تستطيع تحقيق المستقبل بهذا التغيير». وأضاف: «أود أن أقول لكل المتابعين لهذا الأمر إن منطقتنا العربية دفعت ثمنًا كبيرًا بسبب فرض وتدخل الآخرين فى شئونها، وسأكرر كلامى بأن الدول التى حدثت بها صراعات، كانت فى البداية محاولة فقط للتغيير، ولكن لم يدرك أصحاب التغيير، أن ذلك المسار قد يؤدى إلى الخراب الذى نعيشه». وأشار إلى أن ذلك كان من الممكن أن يحدث فى مصر، وأكرر ذلك حتى يعلم ويتذكر الشعب المصرى، أن الله سبحانه وتعالى، تفضل علينا كثيرًا بحمايتنا من ذلك المصير، فدولة بها 100 مليون نسمة كانت ستصبح دولة أزمات ولاجئين، وينظر لنا العالم أجمع فى ذلك الوضع، ويعطينا المانحون مساعدات»، مطالبًا بضرورة الانتباه إلى ذلك. 3004