لا شيء أفخر به فى حياتى قدر فخرى بهويتى المصرية، لا أرى شيئا فى الفخريعادلها ربما لأنى قرأت التاريخ المصرى قديمه وحديثه قراءة متأنية واستوعبته تماما واستوعبت التحولات التى حدثت فى تاريخها منذ العصور القديمة وعصر قدماء المصريين والمصرى الأول الذى أقام حضارة لايمكن أن يتجاهلها التاريخ بأى حال من الأحوال لسبب بسيط أن التاريخ بدأت كتابته من مصر، لذا دائما وأبدا أتيه بالهوية المصرية. ولا بد ان نعترف بأن السنوات الأخيرة شهدت بعض التغييرات الى شابت الهوية المصرية ومحاولات التشكيك فى هذه الهوية ونسب بعض الأحداث التاريخية الى غير أهل مصر ولكن دعونا نعرف ماهى الهوية أولًا: تُعرّف الهوية بأنّها مزيج من الخصائص الإجتماعية والثقافية التى يتقاسمها الأفراد فى الوطن الواحد، كما تُعرّف على أنّها مجموعة الانتماءات التى ينتمى إليها الفرد وتُحدّد سلوكه، أو كيفية إدراكه لنفسه، والهوية تتأثّر بخصائص خارجة عن سيطرة الأفراد؛ كالطول، والعرق، والطبقة الاجتماعية والاقتصادية، والآراء السياسية، والمواقف الأخلاقية، والمعتقدات الدينية ومعرفة الشخص لهويته تزيد من احترامه وفهمه لذاته، ولذافان الهوية المصرية التى تحددت على مر الزمان اصبحت هوية لها جذور وقواعد لايمكن العبث بها لعمق التاريخ المصرى. وكما يقول المفكرون والكتاب المصريون فانه لا بد من إعادة تعريف الهوية المصرية بعد كل التحولات والتحالفات التى تحدث من حولنا وهذا التعريف يتمثل فى إحياء للمقومات الثقافية الحضارية وكل ما تشكلت منه الشخصية المصرية عبر تاريخها وهو ما لا يمكن أن يتحقق بتناقضات التعليم والمستويات الاجتماعية وأيضا أن تعرف الاجيال الجديدة تاريخها لتدرك معنى هذا الوطن وتفهم أسرار قوته وتدرك ما مر به من انتصارات وانكسارات وأن تكون اجيال تعرف ما معنى الوطن بحب وإيمان وفهم له. وبالتالى أن تكون هذه الأجيال على استعداد للتضحية من أجله. ويعتبر ملف الثقافة من أهم الملفات التى تدعم أو تقوى هذه المقومات، وهو ما يستدعى ضرورة تنشيط دورها فى الفن وقصور الثقافة والأغانى الوطنية والدارما الفنية والسينما، فلا يمكن أن تكون جزء من بناء الشخصية المصرية فى الأعمال الدرامية أنماط ومشاهد العنف كما يحدث الآن حيث يتداخل مفهوم الهويّات الدّينيّة والعرقيّة ثمّ القوميّة مع مفهوم الدّولة. ولو تجاوزنا تطوّر مفهوم الدّولة وتحوّلاته التى مرّ بها عبر التاريخ وانتقلنا إلى مفهوم الدّولة الوطنيّة التى تقوم على عنصر "المواطن"، وعنصر الهويّة الوطنيّة، فإنّ هذه الهويّة تتمتّع بخصائص تحمل عناصر قوّتها ومصادر مشكلاتها فى الوقت نفسه؛ فهى الهويّة التى تُكسب صاحبها وجوده "القانونيّ" فى هذا العصر؛ كما تكسبه حدوده الجغرافيّة، فلا يسافر إلى بلد غير بلده إلا وفق ما تقتضيه ممكنات هذا الانتقال كما تحدّدها قوانين بلاده وقوانين البلاد التى ينوى السّفر إليها إمّا سائحًا أو زائرًا أو عاملًا أو «مهاجرًا». وحين تكون العوامل الخارجيّة مثل «الاستعمار» و«الانتداب» و«الاحتلال» و«التقسيم بقوّة وقدرة الآخرعسكريا» عوامل ظاهرة وفاعلة فى تشكيل الهويّات الوطنيّة تتضاعف التّحديّات التى تواجه هذه الهويّات لتحقّق الإستقرار، ولا تكاد هويّة وطنيّة فى هذا العصر إلا وقد تأثِّرت فى نشوئها بهذه العوامل بصورة أو أخرى، نستطيع ملاحظة الفروق فى القوّة والاستقرار بين هذه الهويّات المختلفة بقدر اختلاف السّرديّات الوطنيّة التى "تبدعها" القوى الناعمة أوالخشنة قوّة وتماسكًا ووظيفيّة. ولذا يؤكد كثير من المفكرين والباحثين فى الفترة الأخيرة، ومنذ انهيار القوى الاشتراكية، أن الهويات الثقافية ستكون هى المحرك الأساسى للأحداث، إذ يمكن القول إن «هناك شبه إجماع من الدارسين على أن الهوية الثقافية ستكون هى اللاعب الرئيسى فى الخريطة السياسية للمستقبل، بدلًا من الهوية الطبقية أو القومية أو الاقتصادية وبالتالى نحن مطالبون أمام الأجيال القادمة بضرورة تكريس الأدوات الثقافية والعمل على ترسيخ مفهوم الهوية المصرية عن طريق القوى الناعمة وتعميم الأدوات الثقافية.