«القاهرة تلعب الدور المحورى فى هندسة وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية»، هذا ما ألقت وكالة «بلومبرج» الأمريكية الضوء عليه فى تحليل للكاتب بوبى جوش الضوء على أهمية الدور الذى تلعبه مصر لوقف إطلاق النار والتهدئة فى قطاع غزة. ويقول الكاتب: إنه فى الأسبوع الثانى من الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، أعرب الرئيس جو بايدن عن «دعمه لوقف إطلاق النار» فى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرا أن العبارات اللفظية للرئيس تنم عن إحجامه عن الانخراط فى العملية. وأوضح أن بايدن لم يعرض التوسط فى هدنة، كما لم يقترح حتى خارطة طريق نحو هدنة، حتى أنه لم يقترح وقف الأعمال العدائية، ناهيك عن المطالبة، إنه يؤيد الفكرة فقط، على حد تعبير الكاتب. ولفت الكاتب إلى أن مصر توسطت فى الهدنة التى أنهت حرب غزة الأخيرة فى عام 2014. واعتبرت الوكالة الأمريكية أن مصر تمكنت من حسم ملفات سياسية فى الأشهر القليلة الماضية، مستشهدة بالعلاقات مع تركيا، فبعد سنوات من الخلاف حول دعم أنقرة للإخوان، بدأت العلاقات فى التحسن بعد مطالبات من النظام التركى. وأضاف الكاتب: «كما أصبحت مصر لاعبًا محوريًا فى المنافسة على الموارد الهيدروكربونية فى شرق البحر المتوسط». وأشار إلى أن مصر طوال الوقت، حافظت على اتصالاتها فى غزة، وسعت فى الآونة الأخيرة إلى التوسط فى المصالحة بين الفصائل الفلسطينية المختلفة. واعتبر الكاتب أن مصر لاعب يمتلك ما لا يمتلكه أى من اللاعبين الآخرين فى الشرق الأوسط، وهى علاقات مباشرة مع إسرائيل والفصائل الفلسطينية وهو أمر حاسم لفرصها فى التوسط فى الصراع الحالى، على حد تعبيره. وأشار الكاتب إلى أنه بعد فترة وجيزة من بدء القتال الأخير، أمر السيسى بفتح المعبر الحدودى لإيصال الجرحى من غزة إلى المستشفيات فى مصر، ولتدفق المساعدات الإنسانية فى الاتجاه المعاكس. كما تعهد بتقديم 500 مليون دولار لإعادة الإعمار. كما فتحت حكومته اتصالات مع إسماعيل هنية، وأرسلت وسطاء إلى القدس. من جانبها، أبرزت صحيفة «الجارديان» البريطانية الجهود والوساطة المصرية لإنهاء القتال بين إسرائيل والفلسطينيين فى غزة، وقالت إن الدلائل تظهر أن وقف إطلاق النار قد يكون وشيكا، حيث تكتسب الجهود المصرية زخمًا بين الفصائل فى غزة. وقالت إن فرنسا دعت إلى إصدار قرار من مجلس الأمن الدولى بشأن العنف، فى الوقت الذى تتصاعد فيه الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار. كما ضغط الأردن بشكل مكثف من أجل وقف العنف وانضم إلى الجهود الفرنسية فى الأممالمتحدة لتقديم مشروع قرار يحمى الإغاثة الإنسانية العاجلة، سيتعين على الولاياتالمتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) لمنع القرار، وهو أمر اعتبرت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكى، جو بايدن متتردد فى فعله. عربيا أعرب رئيس الوزراء الفلسطينى محمد إشتية، عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي، لمبادرته الهامة التى أعلن عنها لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة بقيمة 500 مليون دولار، عبر مشاريع تنفذها الشركات المصرية بالتنسيق الكامل مع فلسطين. وثمن إشتية خلال لقائه وفدا رسميا مصريا فى مكتبه فى مدينة رام الله، أمس حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» هذا الموقف الوطنى لمصر، ودورها التاريخى فى دعم الشعب والقضية الفلسطينية على كل الأصعدة، إضافة إلى جهودها المبذولة لوقف العدوان الإسرائيلى على أهالى قطاع غزة. واطلع اشتية من خلال الوفد على الجهود والاتصالات المبذولة من الجانب المصري، لوقف العدوان الإسرائيلى على أهالى غزة، والتوصل لتهدئة.