سنوات طويلة قضتها الفنانة الكبيرة ميمى جمال فى الفن الذى دخلته وهى طفلة عمرها 9 سنوات قدمت من خلالها عشرات الأدوار الناجحة وحفرت اسمها بشخصيات مهمة وبرغم حبها الشديد للتمثيل الذى احترفته أكثر من نصف قرن قررت الابتعاد واختيار الحياه الهادئة وسط بناتها وأحفادها غير نادمة على هذا القرار. عن كواليس الاعتزال وتأثير رحيل زوجها الفنان حسن مصطفى على اتخاذها هذا القرار وأسباب عدم احتراف بناتها الفن وأهم المحطات الفنية والشخصيات المؤثرة فى حياتها تحدثت ميمى جمال فى حوار خاص لروزاليوسف : ■ دائما ما يكون الاعتزال قاسيا على الفنان خاصة الذى دخل الفن فى طفولته.فكيف اتخذت هذا القرار؟ - لم أضع لنفسى خطة للاعتزال لكن القرار جاء من تلقاء نفسه فبعد رحيل زوجى الفنان حسن مصطفى عشت فترة عدم توازن لأنه كان محور حياتى وزوجى ووالد بناتى وصديقى وحبيبى وسندى وعشرة عمرى وعشنا مع بعض أكثر من نصف قرن وظللت أكثر من عام غير مستوعبة رحيله حتى عرضوا على فيلم «لف ودوران» مع أحمد حلمى وهو من الفنانين الذين أحبهم وجسدت فى الفيلم دور أمه ووجدته تغير وبعد أن انتهيت منه قلت لنفسى «كفاية» فأنا دخلت الفن وعمرى 9 سنوات حتى وصلت 70 وقلت ما يتبقى من عمرى ارتاح وأعيش مع بناتى وأحفادى خاصة أننى كنت دائما مشغولة عنهم ووالدتى ساعدتنى فى تربيتهم ووجدت أننى محتاجة أكون موجودة أكثر فى حياتهم وقررت الاعتزال وغير نادمة على هذا القرار. ■ وكيف تملأين أوقات فراغك؟ - أعيش حياة طبيعية ما بين بيتى وبيت بناتى فمثلا أدخل المطبخ وأشاهد البرامج وأرتاح قدر الإمكان ولا أخرج كثيرا فى ظل انتشار فيروس كورونا باختصار أعيش حياة هادئة بعيدة عن الصخب والأضواء والزحمة. ■ بعد قرار اعتزالك هل مازال هناك تواصل مع زملائك فى الوسط الفني؟ - بالتأكيد هناك صداقة تربطنى بالكثير من الفنانين ولا أريد أن أذكر اسما حتى لا أنسى شخصا فأنا لست منعزلة عن الناس. ■ هناك صور انتشرت لكِ فى الفترة الأخيرة بالحجاب.فهل هذا مرتبط بالاعتزال؟ - هذه الصور أخذتها أثناء تأدية العمرة منذ فترة طويلة لكن ليس لها علاقة بالاعتزال. ■ لو اخترتِ أسماء شخصيات فنية دعمتك عبر مشوارك الفنى.. من تختارين؟ - المخرج الكبير عز الدين ذوالفقار الذى قدمنى وأنا طفلة فى أكثر من فيلم منهم «أقوى من الحب» مع شادية ومديحه يسرى وابتعدت فترة وقابلته بالصدفة فى الجامعة وفكرته بنفسى فاختارنى أشارك فى فيلم «بين الأطلال» ثم «نهر الحب» ثم قدمت أدوارا صغيرة فى افلام أخرى مثل «الخطايا» حتى جاءت خطوة المسرح وبدأتها فى المسرح الحر مع الأساتذة عبدالحفيظ التطاوى وزكريا سليمان وعبدالمنعم مدبولى وقدمت أعمالا مهمة فيه مثل «بين القصرين» و«قصر الشوق» بعدها رشحنى الأستاذ مدبولى للعمل فى مسرح التليفزيون وقدمت مسرحيات «مطرب العواطف» و«أصل وصورة» و«سفاح رغم أنفه» وغيرها. ■ أيهما حقق نجوميتك أكثر وذاع صيتك من خلاله المسرح أم السينما؟ - السينما قدمت فيها أدوارا قليلة لكن المسرح أعطيته معظم اهتمامى فبعد مسرح التليفزيون طلبونى فى مسرح الريحانى الذى وقف على خشبته كبار النجوم وكان من اهم الفنانين الذين عملت معهم الفنانة العظيمة مارى منيب التى وقفت أمامها فى مسرحيتين وللأسف هذه الأعمال لم يتم تصويرها. ■ وما ذكرياتك مع الفنانة الراحلة مارى منيب؟ - هذه السيدة كانت جميلة فى كل شيء تعشق المسرح وتعتبره بيتها وطبيعية لم تعرف التصنع فى أدائها وأتذكر أول يوم عرض للمسرحية طلبتنى فى غرفتها ووبختنى على طريقة حركتى على المسرح لكن بعدها أصبحنا اصدقاء وتعلمت منها الكثير ونصائحها أفادتنى فى وقوفى على خشبة المسرح. ■ لا يمكن أن نغفل محطات مسرحية فى حياتك مع فؤاد المهندس ومحمد عوض؟ - أعتز بها جدا وأعتز بشغلى أيضا مع المتحدين فمثلا قدمت دور الفنانة سهير البابلى فى مدرسة المشاغبين لمدة أسبوعين انقاذ موقف حيث سافرت للخارج لإجراء عملية فى عينيها ثم جاء محطة مسرحية مهمة مع نجم الكوميديا محمد نجم بداية من «عش المجانين « واستمريت على المسرح حتى آخر محطاتى مع الفنان سمير غانم. ■ قدمتِ أدوارا كثيرة سواء مسرح أو تليفزيون أو سينما.. ما أكثر الشخصيات التى علقت مع الناس ومازالوا يتذكرونها لكِ؟ - شخصية سوسو طرب فى مسلسل «أهلا بالسكان» أيضا مسرحية «عش المجانين « مع الراحل حسن عابدين ومسلسل «الحاج متولى». ■ على مدار تاريخك الفنى هل كنتِ واضعة لنفسك خطوط حمراء ونوعية أدوار لا تقدمينها؟ - الحمد لله كل الأدوار التى كانت تعرض عليِ كانت مقبولة وليست فيها حتى ملابسى لم تكن مبالغا فيها أو غريبة. ■ هل زواجك المبكر من النجم الراحل حسن مصطفى أفادك؟ - والدى انفصل عن والدتى وأنا عمرى 12عاما فعشت مع جدتى ووالدتى وشقيقى لكن دائما كنت محتاجة لحنية وعطف تعوضنى عن بعد الأب حتى ظهر فى حياتى حسن مصطفى الذى وجدت فيه صفات كنت أحتاجها فى الرجل الذى أرتبط فيه فهو رجل طيب وحنين وعطوف وسند كنت أحتاج له وتعرفت عليه فى مسرحية «مطرب العواطف» ووجوده فى حياتى أفادنى وعمل توازنا فى كل تصرفاتى بحكمته والحمد لله زواجنا كان ناجحا ووالدتى ساعدتنى فى استقرار هذا البيت وتربية بناتى ولولاها لما أكملت فى الفن لأننى كنت هاضطر اقعد فى البيت وأهتم بتربية البنتين خاصة أنهما توأم فالاستقرار الأسرى هو الذى ساعدنى أنى أكمل فى الفن. ■ هل رفضتِ فكرة دخول بناتكِ الفن أم كان قرارهن؟ - كان قرارا منهن لأنهن لم يحببن الفن ووجدوها شغلانة متعبة وهن اخترن مجالا آخر فنورا خريجة سياسة واقتصاد ونجلاء تجارة والحمد لله كونا أسرة. ■ معروف عنك شياكتك والمحافظة على جمالك.. فما السر فى ذلك؟ - وصفتى الوحيدة أن الإنسان لا يشغل نفسه بغيره و ينقى قلبه من أى أحقاد وغيرة وانتقام فدائما أقول لنفسى أن كل شىء رزق مكتوب ولا أنظر للذى فى يد غيرى هذا هو الشىء الذى يجعل الإنسان ينام على مخدته بدون «كرمشه» فأنا طول عمرى راضية وشعارى دائما «دع الخلق للخالق». ■ ما أصعب موقف لا تنسيه فى حياتك؟ - موت والدتى ثم موت زوجى وشريك عمرى هما كانا سندى فى الحياة. هل هناك وصية لا تنسيها لزوجك؟ فى الفترة الأخيرة قبل وفاته كان دائما يقولى لا تضعى يدك على خدك يا ميمى وأنا موجود.