التقى الطيار محمد منار وزير الطيران المدنى بالنائبة غادة عجمى عضو مجلس النواب وبعض المصريين العائدين من الخارج بمقر الوزارة أمس الأول لمناقشة كيفية الاستفادة من الكوادر المصرية بمجال الطيران المدنى العائدة من بعض الدول العربية خلال ازمة كورونا. وفى بداية اللقاء رحب وزير الطيران المدنى بالنائبة وأكد على حرص وزارة الطيران بمتابعة كل ما يخص العاملين المصريين بالدول العربية فى ظل اهتمام الدولة بالعمالة المصرية بالخارج باعتبارها ركنا أساسيا لتحقيق التنمية الشاملة. وخلال اللقاء قدمت النائبة غادة عجمى الشكر الى وزارة الطيران المدنى على جهودها الكبيرة خلال نقل المصريين الراغبين فى العودة إلى مصر خلال جائحة فيروس كورونا من خلال تقديم كل التسهيلات لهم خاصة العاملين من خلال إرسال رحلات استثنائية مع اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تكفل سلامة المواطنين. وفى سياق آخر عانت العديد من شركات الطيران من مُعضلة وقف السفر وإلغاء الحجوزات، بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد، الذى اجتاح الكثير من البلاد حول العالم. ويتضح مدى شلل حركة السفر عند النظر إلى تقارير الأرباح والخسائر للربع الثالث من العام الماضى. انخفضت أعداد طائرات الركاب الوافدة فى أمريكا الشمالية بنسبة 48% على أساس سنوي، وفقاً لأرقام ديسمبر ، الصادرة عن شركة تحليلات الطيران Cirium، بينما كانت أمريكا اللاتينية أفضل حالاً، حيث انخفضت بنسبة 46٪. وكانت أرقام أوروبا منخفضة بنسبة تزيد على 70٪ على أساس سنوي. وفى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، التى سيطرت على الوباء بشكل أفضل من المناطق الأخرى، لا يزال عدد الوافدين أقل بنسبة 30٪ حالياً عما كانت عليه هذا الوقت من العام الماضى. ومع انتشار الموجة الثانية من الوباء فى جميع أنحاء العالم، اتخذت شركات الطيران إجراءات صارمة لخفض التكاليف، بداية من تقليص حجم الطائرات إلى تقاعد أساطيل بأكملها وقطع الطرق. وحلَقت شركة طيران البلطيق هذا الشتاء بطائرات ممتلئة حتى الثلث فقط. وتعكس أرقاما أكبر مجموعة شركات طيران فى أوروبا (IAG) أنها كانت تحلق بطائرات نصف ممتلئة خلال ذروة فترة الصيف، من يوليو إلى سبتمبر ، رغم انخفاض سعتها إلى 21.4٪ فقط. وأعلنت EasyJet أيضاً عن أول خسارة لها منذ 25 عاماً فى أكتوبر، وخفضت الرحلات الجوية إلى سعة 20٪ عام 2020. وتوقع اتحاد النقل الجوى الدولى (IATA) أنه فى 2021، ستشهد شركات الطيران الأوروبية متوسط عامل الحمولة بنسبة 65٪، فلا يبدو الأمر سيئاً للغاية. ويذكر أن شركات الطيران تحتاج إلى العمل فى المتوسط بنسبة 70٪ لتحقق التعادل بين الخسائر والأرباح. وأُجريت هذه التوقعات قبل اكتشاف السلالة الجديدة لكوفيد 19 فى المملكة المتحدة، ما دفع العديد من الوجهات إلى إغلاق حدودها أمام الطائرات القادمة من المملكة المتحدة. يقول جراهام دن، المحرر التنفيذى لشركة FlightGlobal، إن شركات الطيران تخطط خلال الأشهر القليلة المقبلة «السفر إلى أى مكان يمكنها الوصول إليه». لكن بالنسبة لشركات النقل التقليدية ومنخفضة التكلفة، هذا يعنى أشياء مختلفة، حيث تركز شركات الطيران التقليدية على خطوطها الكبيرة من المطارات المحورية، فى حين أن شركات الطيران منخفضة التكلفة ستتجه رحلاتها أينما كان ذلك مسموحاً به. وبدلاً من الجلوس بشكل جميل على طائرة دريملاينر أو A380، توقع أن تكون على متن طائرة أصغر حجماً، حتى تتمكن شركة الطيران من تحقيق التعادل. هناك أمر إيجابى واحد تمكنا من استخلاصه من الوباء، وهى فترة الاستراحة التى منحناها للبيئة مع رحلات الطيران المنخفضة لدينا. يقول أسكانيو فيتالي، وهو مهندس وخبير بيئي: «لا يتعلق الأمر فقط بالطائرة التى يتم استخدامها أو المسار، بل يعتمد على حركة المرور.. أول شيء عليك القيام به (لتقليل آثار الكربون) هو زيادة عامل الحمولة». وهذا يعنى أنه إذا تم استخدام طائرة أصغر للطيران لمسافات طويلة فى الوقت الحالي، «فهذا بالتأكيد أكثر كفاءة». ربما تفترض أن قلة الطلب تعنى أسعاراً أقل، حيث تخفض شركات الطيران أسعارها لتشجيع الركاب على العودة إلى الطائرة. قال متحدث باسم تطبيق «هوبر» لحجز تذاكر الرحلات إنه كان هناك «انخفاض حاد» فى الطلب على درجة رجال الأعمال، حيث انخفضت الحجوزات بنسبة 20٪ هذا الخريف. وقد تُرجم ذلك إلى أسعار أقل أيضاً. حتى الآن، رفعت شركات الطيران أسعارها للعام الجارى لتعويض نقص الطلب. ولكن إذا ظل الطلب منخفضاً، فتوقع أن تقل الأسعار. ربما لا تكون صفقة الربيع الخاصة بك مجرد حلم بعيد المنال. يقول جراهام دن: «سيكون لديك مطارات تبحث عن حركة مرور، لذا ربما يحاولون تقديم عروض جذابة لإعادة شركات الطيران مرة أخرى». كان العام الماضى مُدمراً لقطاع الطيران، مع إغلاق العديد من شركات الطيران. لكن هذا لا يعنى بالضرورة انخفاض المنافسة على المدى الطويل. فى الواقع، ربما يساعد الوباء فى إطلاق خطوط طيران جديدة. ومن بين الخطوط التى يُخطط لإطلاقها فى العام الحالى، تشمل Flyr فى النرويج، وPacifika Air فى نيوزيلندا، كما تم إطلاق LIFT للتو فى جنوب إفريقيا. ومع فشل شركات الطيران هذا العام، وربما المزيد فى المستقبل قبل نهاية الوباء، سيكون هناك الكثير من الطائرات الاحتياطية والطاقم المؤهل للعمل عليها. وبالنسبة لأولئك الذين يمتلكون الأموال والقوة لإطلاق شركة طيران، فقد يكون هذا وقتاً جيداً جداً للقيام بذلك. ولن يكون ذلك فورياً، يراهن دان على صيف 2022. لكنه يقول إنه «ستكون هناك طائرات متاحة، وتمويل، وستقوم شركات الطيران المتبقية بتخفيض شبكاتها، وما سيحدث هو أنه سيكون هناك لاعب جديد يأتى وينتهز الفرصة». ورغم أن الأسعار لن تكون أقل على المدى القصير، إلا أنه يعتقد أنها ستنخفض خلال عام. يقول اسكانيو فيتالي: «يتمتع الطيران ببصمة كربونية هائلة، والاتجاه للحد من الانبعاثات بطيء للغاية، وغير طموح، إلى درجة أنه لن يجعل الصناعة مستدامة. «لقد علَمنا الوباء أننا يجب أن نستهلك أقل، لكننى لا أعتقد أن الناس يفهمون، لأنهم ينتظرون فقط العودة إلى طبيعتهم. 3065