يا حكومة بكرة هاتعرفى بإيدين الشعب هاتنضفى والآية الليلة مقلوبة قالوا الشغب فى دمنا وإزاى بنطلب حقنا يا نظام غبى إفهم بقى مطلبى حرية.. حرية.. حرية.. حرية قلناها زمان للمستبد الحرية جاية لابد الألتراس ظاهرة قديمة.. نبيلة.. لا يتذوق طعمها غير الشباب.. لا يقدر على دفع ثمنها غير الأنقياء.. يؤمنون بالحق فى الحياة والاستمتاع بها.. ليسوا مجرد مشجعين كرويين.. هم زهور الأمة عندما تتفتح.. اختاروا التطلع للمستقبل على طريقتهم.. يواجهون التطرف بما يملكون – حتى وإن كانوا لا يملكون – هم طلائع الإبداع فى الأمة.. البداية كانت فى البرازيل، ثم عبرت إلى أوروبا.. وانتقلت لأفريقيا.. والمثير أن محطتها الأولى فى القارة كانت فى تونس – عاصمة الثورات العربية – ومنها تلقفتها مصر.. ثم انتشرت كالنار فى الهشيم فى المغرب.. وتأخرت كظاهرة حتى وصلت إلى الجزائر.. وتم السماح لها على استحياء فى سوريا.. ثم كان أن عرفت طريقها إلى السعودية التى تقاومها، قدر مقاومة هذا النظام لكل معانى التطلع للمستقبل والتقدم والحرية.. فالألتراس عدو حقيقى للوهابية والوهابيين! دعنا من السياسة، وتعال نتعرف على الألتراس فى مصر.. وليس انحيازا لابد أن أشير إلى ألتراس الأهلى والزمالك تحديدا.. فهم الذين يغنون للحكومة أنها ستعرف أن الشعب كفيل بها.. وهم يعترفون فى كلمات الأغنية التى صدرت بها مقالى، بأن الآية مقلوبة.. ويسخرون من رشقهم بتهمة الشغب ومحاولة الإبعاد بينهم وبين الناس بأنهم مشاغبون.. وبوضوح ينادون النظام بأنه غبى.. فالغبى هو نفسه الذى يستنكر من يطلبون حقوقهم. الحملات ضد الألتراس مستمرة منذ نحو عامين.. كان يقودها نجم نجوم «الطفيلية» فى مصر.. ظنى أنه لا يستحق ذكر اسمه، فقد تمكن من تزييف وصف إعلامى قبل اسمه.. ساعده فى ذلك صديقاه «جمال» و«علاء مبارك».. وهما اللذان نصباه إعلاميا وإداريا وشعبيا.. ثم كانت غضبتهما عليه، فقررا قطع رقبته قبل أن تنقطع رقبتهما مع المخلوع ورموز النظام.. وقد ناصب الألتراس – أهلاوى وزملكاوى – العداء كل رجال النظام الساقط.. وظنى أن النظام الجديد للحكم، القادم من رحم قرن مضى، لم يكن يعرفهم.. فوجئ بهم فى الليلة الحاسمة لثورة 25 يناير.. فهم الذين كانوا فى الواجهة للقتال ضد جيش موقعة الجمل.. وبما أنهم يرفضون أن يتحدثوا عما يفعلونه.. بقيت سيرتهم فى الكواليس.. سرقهم لصوص محترفون، يمارسون السياسة تحت العباءة الوهابية!واستمر نضال الألتراس شرسا وناعما وخطيرا. شباب الألتراس فى مصر، يمارسون الديمقراطية كما يجب أن تكون.. بل قل كما يحلمون.. فهم مختلفون بصرامة.. لكنهم يد واحدة عند الشدائد بالمعنى الحقيقى للجملة.. فالمعارك بين الألتراس بالغناء والهتاف والحركة والإخلاص رهيبة.. شاهدهم إذا التقى الأهلى مع الزمالك.. تستمتع بهم لو كانت المباراة بين الأهلى والاسماعيلى.. يضفون حرارة وسعادة على المباريات عند لقاء الزمالك مع الاتحاد.. ومن فرط الإخلاص والجدية ستجد أن ألتراس المحلة ينسب نفسه إلى الصناعة وكلمة الصوف.. مع كل احترامى لألتراس نادى المصرى! الألتراس تعودوا على الغناء دائما.. يعبرون عن سعادتهم بالحياة إذا كانوا فائزين أو مهزومين.. هم تجسيد للحيوية والقوة.. فهم يفضلون الوقوف ولا يحبون الجلوس إطلاقا.. يتحركون طوال الوقت.. يعشقون كرة القدم، وينفقون عليها.. يبذلون الغالى والنفيس ذهابا وإيابا خلف من أحبوه وأخلصوا له.. هم عنوان للانتماء لذلك تجدهم يقدسون كلمة الولاء. ولما كانت ثورة 25 يناير اكتشف الألتراس أن إخلاصه وانتماءه وعشقه للحياة.. وأن حيويته وحرصه على البذل والعطاء.. قد جاءت لحظته، فالوطن عندهم أصبح أغلى من النادى.. لذلك شاركوا بالثورة بصمت نبيل.. قاتلوا بشراسة دون الإعلان عن أنفسهم.. وافقوا أن يسرقهم وكلاء الوهابية.. وفضلوا أن يكونوا الاحتياطى الاستراتيجى للثورة المصرية.. وحين عاشوا محنة الوطن مع الشرطة حين انسحبت وتركت المجتمع بلا أمن وأمان.. نزل شباب الألتراس للشوارع.. رفضوا نسيان ما حدث.. فأعاد ألتراس أهلاوى كلمته التى قالها فى وجه الطاغية، يوم مباراة الأهلى وكيما أسوان فى كأس مصر.. تعالوا نغنى معهم وهم يقولون: كان دايما فاشل فى الثانوية يادوب جاب 50% بالرشوة خلاص الباشا اتعلم وخد شهادة بميت كلية ياغراب يامعشش جوة بيتنا بتدمر ليه متعة حياتنا مش هانمشى على مزاجك ارحمنا من طلة جنابك لفق.. لفق.. فى القضية هى دى عادة الداخلية لاحظ أن شباب الألتراس يحترمون الشرطة كجهاز.. لكنهم يتوجهون بنقدهم اللاذع إلى باشوات الشرطة.. أى يقصدون فاسديها ومفسديها.. لذلك هم يوجهون كلامهم إلى أصحاب الخمسين فى المائة فى الثانوية.. وتلك حقيقة لأن معظم من يحملون رتبة اللواء والعميد دخلوا كلية الشرطة، وقت أن كانت فى ذيل قائمة مكتب التنسيق.. ثم يقولون فى الأغنية ذاتها أن خريجى كلية الشرطة يحملون شهادة تعادل 100 كلية.. بما يعنى تقديرهم للأجيال الجديدة من خريجى تلك الكلية.. وبعدها يعلنون للباشوات فى الداخلية أنهم غربان وأنهم يدمرون المتعة.. وأنهم يفرضون على المجتمع مزاجهم المنحرف.. ثم يطالبونهم برقة بأن يرحلوا ويرحمون الوطن من طلتهم الغبية – الغبية من عندى - وتنتهى الأغنية بشعار الشرطة فى عهد حبيب العادلى أقصد تلفيق القضايا! لذلك تولد ثأر لدى الباشوات فى وزارة الداخلية مع شباب الألتراس.. فكان أن طاردوا أولئك الشباب فى شوارع مدينة نصر قبل عدة شهور.. ولما كان تلفيقهم لا يرقى إلى حد ردعهم.. أقدم باشوات الداخلية على الثأر بطريقة التتار.. فاستدرجوهم إلى مجزرة استاد بورسعيد.. أستطيع أن أكون أكثر رحمة بالسادة الباشوات فأقول إنهم استعاروا من الوالى محمد على أسلوبه وسلوكه فى مذبحة القلعة.. ويبقى الألتراس ظاهرة نبيلة فى تاريخ مصر.. وبما أنهم مشروع أكبر حزب يملك القدرة على التنظيم.. فقد أصبحوا هدفا لجماعة الإخوان المسلمين والحزب المفقوس عنها وهو معروف باسم الحرية والعدالة.. ويناصبهم العداء أيضا الذين يدعون أنهم يمثلون النور الذى لا يترك غير الظلام فى وطن يبحث كل لصوصه عن هذا النوع من الظلام باسم النور!