مايكل منير الذى أفرج عنه قريباً لم يتحل بالحكمة والتعقل فى حواره مع المذيعة دينا رامز على قناة صدى البلد.. إذ صدم مشاعر الشعب المصرى بإعلانه جهاراً نهاراً بأنه ملحد لا يؤمن بوجود الإله سبحانه وتعالى.. وآذى بذلك مشاعر المصريين جميعاً من المسلمين والمسيحيين على السواء.. وسحب رصيداً كبيراً ممن كانوا يتعاطفون معه من المسيحيين. فالأديان الثلاثة الشهيرة تقوم أصلاً على عبودية الله سبحانه وتعالى.. فهو الذى خلق مايكل وملايين البشر وصورهم ورزقهم وحلم عليهم.. فإن جحده البعض لم يبطش بهم رغم قدرته عليهم حلماً ورفقاً بعباده وانتظاراً لتوبتهم وأوبتهم عن خطيئتهم الكبرى بإنكاره وجحوده.. وقد يرزقهم أكثر مما يرزق عباده. والغريب أن مايكل يقول ذلك فى وقت عاد فيه الروس جميعاً إلى المسيحية الأرثوذكسية وتركوا الإلحاد واقتربوا من دينهم. ويمكن لكل إنسان أن يعتقد ما يشاء.. ولكن عليه ألا يصدم ملايين المصريين من المسلمين والمسيحيين على السواء بهذا الخطاب الغبى المتعالى الذى ينم عن استهانة بمشاعر الملايين من المصريين.. فضلا ً عن ملايين المسلمين فى كل مكان. والغريب أن مايكل يرى أنه لا غضاضة فى أن يتصل بالإسرائيليين.. لأن منهم من يحب السلام.. وكأنه يعرف الذين يحبون السلام هناك بحق ممن لا يحبونه.. ويرى بذلك أنه ينصف الإسرائيليين فى الوقت الذى يجحد ربه ويتنكر لربه وخالقه ورازقه ومولاه سبحانه. إن مشكلة مايكل منير وأمثاله أنه يرى نفسه أكبر من الله فى الوقت الذى لو دخل فيروس كبدى فقط فى جسده لنغص عليه حياته كلها. ولكن الله برحمته وفضله وصبره يصبر على هؤلاء الذين يجهلون قدره: « وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ» ومن جحد ربه فليس من الغريب أن يجحد كل من أحسن إليه من الناس.. ما عدا الإسرائيليين طبعاً لأنهم يحبون السلام. ونموذج مايكل منير يدعونى لأن أدعو الشباب من أمثاله أن يراعوا مشاعر شعوبهم وأن يحترموا عقيدتهم وأن يحتفظوا بأفكارهم التى تتصادم مع عقيدة الشعب المصرى الموحدة لله سبحانه وتعالى والمقرة له بالعبودية دون سواه منذ آلاف السنين.. وأن يتركوا الغباء والعناد والرغبة فى التميز بالباطل والسفه. وأن يعلموا أن الشعب المصرى سيلفظ من قلبه وعقله وفكره كل من يصطدم بعقيدته. كما أدعو جميع المسلمين والمسيحيين ألا يعطوا لمثل هؤلاء اهتماماً ولا ذكراً ولا رداً عليهم.. ولا حديثاً عنهم.. ولا يتجاوبوا مع بعض الصحف التى تريد أن توقع بعض الإسلاميين فى فخ محكم حينما يسألونهم عن حكم الشرع فى مثل هؤلاء.. وكأن هؤلاء يحرصون اليوم على تطبيق الشريعة التى أعلنوا مراراً وتكراراً خوفهم منها. وعلينا أن نتركهم للقضاء المصرى المدنى العادل فقط.. دون أى تدخل من أى حركة إسلامية فى مثل هذه الشئون. لقد وقعت الحركات الإسلامية قديماً فى أخطاء فادحة حينما نصبت نفسها حاكماً تقتص من المرتد.. وتعاقب بنفسها الذى يعلن الإلحاد أو يشتم الإسلام.. فكانت الدنيا تقوم ضدها وينتشر فكر هذا الملحد الذى يجعل من نفسه بطلاً وأسطورة على حساب الإسلاميين الذين يزفون بالمئات إلى السجون والمعتقلات والمشانق. علينا أن ندع مايكل وغيره يقول ما يقول.. وواجبنا اليوم أن نرد الفكرة بالفكرة والرأى بالرأى والباطل بالحق والبدعة بالسنة والكذب بالحقيقة.. ونثق أنه ما تنكر أحد لربه ومولاه إلا أصابه الفشل من حيث لا يحتسب.. ووضعت أفكاره فى مزبلة التاريخ كما حدث من قبل لآلاف الملحدين. فهذا الاتحاد السوفيتى الذى كان القوة الثانية فى العالم وكان يملك تدمير الكرة الأرضية بالسلاح النووى عشر مرات انهار وتفتت من داخله دون طلقة مدفع ودون حروب لأنه خالف فطرة الإنسان التى تتوجه دوماً إلى الله.. واصطدم مع فطرته حينما ألقى الملكية الفردية التى فطر الله الناس عليها.. وحينما حكم الناس بالحديد والنار وقهر المسلمين وغيرهم على ترك أديانهم.. وحرم عليهم وجود المصحف فضلاً عن غيره من الكتب المقدسة عند أصحابها.. ورحل ملايين المسلمين قهراً وقسراً من بلادهم إلى سيبيريا وغيرها. فالإلحاد مصيره إلى زوال.. وقد أحسن المجلس العسكرى حينما أفرج عنه وسمع الناس كلامه فازدروه بعد أن كان البعض يعتقد أنه بطل قومى يستحق المؤازرة والدفاع عنه.