قلمي عاجز عن التعبير بحق عما في قلبي من ألم.. وعقلي عاجز عن استيعاب الأحداث المؤسفة التي جرت في بورسعيد مع هذا العدد الكبير من الوفيات والجرحي. شيء لا يُصدق. هل تحول بعض المصريين إلي قابيل والبعض الآخر إلي هابيل؟ مهما كانت الاختلافات الكروية أو السياسية أو الدينية أو غيرها لم يعرف الشعب المصري هذا العنف الدموي وهذه الفوضي وروح الانتقام هذه فبأي كلمات نستطيع أن نجيب أو نعزي أباً أو أماً خرج ابنهما ليستمتع بمباراة مع اصدقائه ويشجع فريق الكرة الذي يحبه وبعد عدة ساعات قليلة يأتي إليهم جثة هامدة لأن قابيل ما والذي قد يكون أشخاصاً أو إهمالاً أو تدافعاًً أو أي حجة أخري وقرر أن يفرغ كل طاقة الانتقام في هذا الشعب. فمنذ ثورة 25 يناير 2011 ووتيرة العنف تتزايد وأصبح المصري علي شفا أعصابه وأنا هنا لا أتهم الثورة بأنها السبب ولكن العنف وروح الانتقام في تزايد مستمر ربما بسبب الكبت الطويل الأمد الذي عشناه مع النظام السابق وهذه الظاهرة الخطيرة يجب أن يحللها الأطباء النفسيون سريعاً ويضعوا لها «روشتة» لحلها جنباً إلي جنب مع قيام ليس فقط تحقيقات قضائية ولكن محاسبة المقصرين والمتسببن محاسبة سياسية وأمام الشعب كله. فمصر بسكانها واقتصادها وسياحتها وسمعتها لن تحتمل أكثر من الفوضي القاتلة هذه التي يقتل فيها قابيل روح مصر وشباب مصر وشعب مصر وستظل دماء هابيل تصرخ وتئن إلي أن يأتيها حكماً عادلاً.